
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا جديدًا بعنوان «صناعة الزجاج.. الاتجاهات والممارسات المستدامة»، حيث تناول فيه أداء واتجاهات صناعة الزجاج على المستوى العالمي، كما استعرض الوضع الراهن لصناعة الزجاج في مصر من حيث النشأة والمقومات الإنتاجية وهيكل الصناعة وأدائها الاقتصادي، بالإضافة إلى أبرز الجهود الحكومية لتعزيز هذه الصناعة محليًا والاتجاه نحو تبني ممارسات إنتاجية مستدامة.
وأكد المركز أن صناعة الزجاج تُعَد من الصناعات الحيوية التي تزداد أهميتها في الاقتصاد العالمي، نظرًا لتعدد استخداماتها وتكاملها مع قطاعات استراتيجية مثل البناء والطاقة والتعبئة والتغليف والتكنولوجيا، وقد شهدت هذه الصناعة تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بتقدم التقنيات الحديثة وتنامي الوعي البيئي والحاجة المتزايدة إلى حلول مستدامة تُراعى الاستخدام الأمثل للموارد.
وأوضح التقرير أن قِدم نشأة صناعة الزجاج يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتوافر المواد الخام الطبيعية المستخدمة في تصنيعه، والتي تنتشر بكثرة في البيئات الصحراوية، ويُعد رمل السيليكا (ثاني أكسيد السيليكون) المكون الأساسي للزجاج، حيث يشكّل ما نسبته نحو 71٪ من تركيب الزجاج المصقول، ولتحقيق الخصائص المطلوبة من حيث الصلابة والمتانة والقابلية للتشكيل، تتم إضافة مجموعة من المواد المساعدة إلى مزيج التصنيع، مثل رماد الصودا (كربونات الصوديوم) والحجر الجيري (كربونات الكالسيوم) والألومينا (أكسيد الألومنيوم).
وأشار التقرير إلى أن حجم سوق تصنيع الزجاج العالمية المتوقع في عام 2025، وفقًا لشركة بريسيدنس للأبحاث والاستشارات، يبلغ نحو 211.76 مليار دولار مقابل نحو 200.15 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن يتجاوز نحو 351.74 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2034، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.8٪، خلال الفترة من عام 2025 وحتى عام 2034، مدفوعًا بالنمو المتزايد في الطلب على المنتجات الزجاجية والتوجه نحو الاستدامة.
كما بلغ حجم سوق تصنيع الزجاج في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في عام 2024 نحو 80.06 مليار دولار، لتستحوذ على أعلى حصة سوقية عالميًا بلغت 40٪ في ذلك العام، ومن المتوقع أن تواصل هذه السوق نموها لتصل قيمتها إلى نحو 140.70 مليار دولار بحلول عام 2034، مدفوعة بمعدل نمو سنوي مركب يُقدر بنحو 6٪ خلال الفترة من 2025 إلى 2034.
أشار التقرير إلى أن الحصة السوقية لقطاع الحاويات الزجاجية بلغت 50٪ من إجمالي السوق العالمية للزجاج ومنتجاتها خلال عام 2024، ويعزى هذا بشكل أساسي إلى التوجه لتقليل استخدام العبوات البلاستيكية واستبدالها بالعبوات الزجاجية.
وأوضح التقرير أنه خلال عام 2023، احتل الزجاج والأواني الزجاجية المرتبة رقم 42 من حيث قيمة التجارة العالمية، بما نسبته 0.38٪ من إجمالي التجارة العالمية، كما بلغت قيمة الصادرات العالمية من الزجاج ومنتجاته 89.7 مليار دولار خلال عام 2024، مرتفعة من 76.8 مليار دولار في عام 2019 لتصل إلى 93.7 مليار دولار في عام 2022.
ولفت التقرير إلى أنه على مستوى أسواق التصدير العالمية، كانت الدول الرئيسية المصدرة للزجاج والأواني الزجاجية في عام 2024 هي الصين (25.5 مليار دولار) وألمانيا (7.9 مليارات دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (6.1 مليارات دولار) وفرنسا (3.5 مليارات دولار) وبولندا (3.1 مليارات دولار).
وعلى مستوى الواردات، أوضح التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية جاءت كأكبر الدول المستوردة للزجاج ومصنوعاته في عام 2024، بواقع 9.8 مليار دولار، تليها الصين (6.5 مليار دولار) وألمانيا (5.5 مليار دولار) وفرنسا (4.3 مليار دولار) وإيطاليا (3.0 مليار دولار).
وذكر أن حجم الانبعاثات الكربونية التي يُصدرها تصنيع الزجاج عالميًا بلغت 95 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ويُعزى ذلك إلى درجات الحرارة القياسية التي يتطلبها صهر المواد الخام، وذلك وفقًا للوكالة التنفيذية الأوروبية للمناخ والبنية التحتية والبيئة، وللتغلب على ذلك تم العمل على زيادة كفاءة الطاقة وتقليل استهلاك الوقود، عبر استخدام نسبة متزايدة من كسر الزجاج في العملية الصناعية؛ إذ يتميز الزجاج بإمكانية خضوعه لإعادة التدوير بشكل كامل، ولأكثر من مرة، دون أن يفقد أيًا من خصائصه وجودته، بما يعزز من كفاءة الإنتاج ويوفر مزايا بيئية واقتصادية متعددة، منها توفير المواد الخام، إذ يُسهم كل طن من الزجاج المُعاد تدويره في الحفاظ على أكثر من طن من الموارد الطبيعية (الرمل ورماد الصودا والحجر الجيري).
خفض استهلاك الطاقة، فكل زيادة بنسبة 10٪ في كسارات الزجاج ضمن خليط التغذية، تخفض احتياجات الفرن من الطاقة بنحو 2-3٪، كما يُسهم كل 6 أطنان من زجاج الحاويات المعاد تدويره في تقليل طن من ثاني أكسيد الكربون.
إطالة عمر أفران الصهر، من خلال إضافة كسر الزجاج إلى خليط التصنيع، مما يجعله أقل تآكلًا، ويخفض درجة حرارة الانصهار من 2800 درجة فهرنهايت إلى 2600 درجة فهرنهايت، وعدم وجود نواتج ثانوية للمعالجة، حيث إن إعادة تدوير الزجاج في نظام الحلقة المغلقة لا ينتج عنه أي نفايات أو نواتج ثانوية إضافية.
أوضح التقرير أن حجم السوق العالمية للزجاج المعاد تدويره بلغ 3.62 مليار دولار خلال عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 3.85 مليار دولار في عام 2025، وإلى نحو 6.33 مليار دولار بحلول عام 2033 بمعدل سنوي مركب قدره 6.4٪ خلال الفترة المتوقعة 2025 – 2033.
وأشار التقرير إلى أن مصر تُعَد إحدى الدول التي تمتلك تاريخًا طويلًا في صناعة الزجاج، وهي الصناعة التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بزيادة الطلب المحلي والعالمي على منتجات الزجاج، سواء في قطاع التشييد والبناء أو في الصناعات التحويلية، مثل الأغذية والمشروبات والأدوية والسيارات.
واستعرض التقرير مقومات إنتاج الزجاج في مصر، وهي مخزون الرمال، حيث بلغ حجم المخزون من الرمال البيضاء 1.54 مليون طن خلال عام 2024، وتمتلك مصر أكبر مخزون من الرمال البيضاء التي تعد من أهم المتطلبات لصناعة الزجاج، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، حيث تتمتع مصر بموقع جغرافي فريد يجعلها نقطة وصل بين ثلاث قارات كبرى، هي إفريقيا وآسيا وأوروبا.
الموانئ، حيث تبلغ عدد الموانئ التي تمتلكها مصر 19 ميناء بحريًا تجاريًا، وهذه الموانئ توجد على ساحلي البحر الأحمر والمتوسط، مما يعزز قدرتها على أن تكون مركزًا رائدًا لتجارة السلع والخدمات.
وأشار التقرير إلى أن أهمية صناعة الزجاج تظهر في الاقتصاد المصري من خلال مساهمة تلك الصناعة في الإنتاج الصناعي السلعى وتوفير فرص عمل، وذلك عبر مساهمة صناعة الزجاج في الإنتاج الصناعي السلعى، حيث بلغت مساهمة صناعة الزجاج والمنتجات الزجاجية والمنتجات الفلزية الأخرى في الإنتاج الصناعي السلعى للقطاع الخاص نحو 4٪، وذلك بقيمة إنتاج بلغت 120.2 مليار جنيه، كما بلغت مساهمة القطاع العام وقطاع الأعمال العام في صناعة الزجاج نحو 0.304٪، بقيمة إنتاج بلغت 946.7 مليون جنيه في عام 2021/2022، وذلك وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
مساهمة صناعة الزجاج في توفير فرص العمل، بلغ عدد العمال الذين تم توظيفهم في مجال صناعة الزجاج 9.5 ألف عامل خلال عام 2023، بارتفاع نسبته 421.9٪ عن عام 2020، الذي بلغ فيه حجم العمالة بمنشآت صناعة وإنتاج الزجاج نحو 1.8 ألف عامل.
وأوضح التقرير أن صناعة الزجاج في مصر شهدت تحولات سريعة خلال السنوات الأخيرة، ليصبح لديها سوق متنامية، مع زيادة قيمة الصادرات الموجهة إلى الخارج، ومن الممكن الوقوف على أداء صناعة الزجاج في مصر من خلال حجم السوق، بلغ عدد المنشآت العاملة في إنتاج وصناعة الزجاج في مصر 85 منشأة في عام 2023، بتكلفة استثمارية بلغت 27.5 مليار جنيه، وتشير بيانات الهيئة العامة لتنمية الصادرات إلى سرعة تطور سوق الزجاج في مصر خلال الفترة (2020- 2023) والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المنشآت من 23 منشأة عام 2020 إلى 85 منشأة عام 2023، بنسبة نمو بلغت 269.6٪، وعلى مستوى التوزيع الجغرافي لمصانع الإنتاج، استحوذت محافظة القليوبية على العدد الأكبر من المنشآت، والتي بلغ عددها 25 منشأة في عام 2023، وذلك بنسبة 29.4٪ من إجمالي المنشآت العاملة في إنتاج وصناعة الزجاج، تليها محافظة الشرقية بـ 18 منشأة، ثم محافظة الجيزة بـ 10 منشآت.
التصدير، بلغت قيمة الصادرات المصرية من الزجاج 643.6 مليون دولار خلال عام 2024، والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 5.6٪ مقارنة بعام 2023، وخلال الفترة (2014- 2024) سجلت الصادرات المصرية من الزجاج أعلى قيمة لها في عام 2022، إذ بلغت 679.3 مليون دولار، وفي عام 2024 تصدرت تركيا قائمة الدول المستوردة للزجاج ومصنوعاته من مصر، بما نسبته 14٪ من إجمالي الصادرات المصرية من الزجاج ومنتجاته، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 10.2٪، ثم البرازيل بنسبة 7.1٪، والمغرب بنسبة 6.6٪، بما يعكس ما تحظى به مصر من سوق تصديرية متنوعة تعتمد على عدد كبير من الدول المستوردة.
وعن الجهود الحكومية لتعزيز صناعة الزجاج في مصر، أشار التقرير إلى تنوع هذه الجهود بين طرح مزايدات عالمية للتنقيب عن الخامات المعدنية، وإنشاء مصانع متخصصة في إنتاج الطاقة الشمسية والزجاج، وتطوير الصناعات القائمة لدعم الاقتصاد الوطني وزيادة الصادرات، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه الجهود والإنجازات التي تحققت في هذا الإطار: طرح مزايدة عالمية للمستثمرين في التنقيب عن خامات رمل الكاولين ورمل الزجاج، وكذلك توقيع مذكرة تفاهم بشأن إنشاء مصنعين لإنتاج خلايا الطاقة الشمسية والألواح الشمسية بالتعاون مع شركات إماراتية وصينية
وتشجيع إقامة العديد من مصانع الزجاج في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتطوير شركة النصر للزجاج والبلور بالشراكة مع القطاع الخاص، وتجديد وتحديث خطوط الإنتاج.
وأوضح التقرير أنه يمكن الوقوف على اتجاهات صناعة الزجاج في مصر والتوجه نحو الاستدامة في تلك السوق المتنامية من خلال النمو السريع لاستثمارات الإسكان، حيث بلغ معدل نمو الاستثمارات الإسكان في مصر 3135.8٪ في عام 2022/2023، والبالغة 262.1 مليار جنيه مقارنة بـ 8.1 مليار جنيه في عام 2012/2013.
الإنتاج لتلبية مستهدفات توليد الطاقة الشمسية، حيث بلغت النسبة المتوقعة لمساهمة قدرات الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة 42٪ خلال عام 2030، وذلك وفقًا للاستراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة، كما بلغت قيمة الاستثمارات في توطين صناعة زجاج الألواح الشمسية 700 مليون دولار، وذلك بالتعاون بين الدولة المصرية والشركة الصينية «سينجين نيو كيبينج تكنولوجي» في 18 مارس 2025، ضمن خطة تصنيع مكونات محطات الطاقة المتجددة في السوق المصرية.
اعتماد صناعة التعبئة والتغليف على الزجاج بشكل متزايد، ففي ظل الاتجاه العالمي نحو الحد من استخدام العبوات البلاستيكية في التعبئة والتغليف، نظرًا لتأثيراتها السلبية بشكل كبير على التنوع البيولوجي وأزمة المناخ وصحة الإنسان، أطلقت وزارة البيئة من خلال شراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ومركز البيئة والتنمية لمنطقة الدول العربية وأوروبا (CEDARE) مبادرة «تقليل الأكياس البلاستيكية»، وذلك في إطار البرنامج الإقليمي (SwitchMed)، الممول من المفوضية الأوروبية، وتهدف المبادرة إلى رفع الوعي حول تقليل عدد الأكياس البلاستيكية المستخدمة.
وأشار التقرير في ختامه إلى أن صناعة الزجاج في مصر تمتلك إمكانات كبيرة للنمو، لا سيَّما مع التطورات الحديثة التي تمت في تلك الصناعة والجهود والخطط الحكومية لتعزيزها، بالإضافة إلى تنافس العديد من المستثمرين الأجانب للعمل بالسوق المصرية والتصدير منها إلى الخارج، ويشير هذا كله إلى أن السنوات القادمة ستشهد طفرة حقيقية في صناعة الزجاج ومنتجاته في مصر.
- وزير الأوقاف يلقي محاضرة في مسجد مصر الكبير حول أهمية دور الدولة في دعم القرآن الكريم (صور)
- «سلامة الغذاء»: صادراتنا تصل إلى 165 ألف طن، والسودان والسعودية في صدارة الأسواق المستقبلة!
- استطلاعات مراكز الفكر العالمية: 84% من الأمريكيين يدعمون جهود منع انتشار الأسلحة النووية
- وزارة التعليم تطلق برنامج تدريب سفراء اللغة العربية لتعزيز مهارات التواصل
- كل ما تحتاج معرفته عن شروط وآليات تنسيق الطلاب الحاصلين على الشهادات المعادلة من السعودية