
أعلن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، اليوم، عن انطلاق ملتقى «القاهرة التاريخية – رؤية متكاملة لمستقبل مستدام»، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، حيث يهدف الملتقى إلى مناقشة الأفكار والمقترحات المتعلقة بمشروعات منتدى الجامعات التراثي لتطوير وإعادة تأهيل القاهرة التاريخية، والذي اختتمت فعالياته في يونيو الماضي.
وأشار «فتحي» إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا مثمرًا بين الوزارة ومحافظة القاهرة وصندوق التنمية الحضرية، من أجل التنسيق فيما بينهم ووضع آليات للعمل للبدء في تنفيذ المشروعات وفقًا للأولويات، مما يضمن تنفيذها بأفضل شكل ممكن.
كما أوضح وزير السياحة والآثار إمكانية عرض ملخص عن المشروعات المطروحة خلال الملتقى عبر منصة التدريب الإلكترونية في مجالي السياحة والآثار، والتي أطلقتها الوزارة الأسبوع الماضي، مما يتيح للمشاركين تقديم عروض مختصرة حول هذه المشروعات وأهدافها وآليات تنفيذها على أرض الواقع.
ومن جهته، أكد الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية التكامل بين مشروعات التطوير المقترحة داخل القاهرة التاريخية، والعمل عليها بشكل متوازي لضمان إخراجها بأفضل صورة تتناسب مع قيمة ومكانة هذه المناطق ذات النسيج العمراني الفريد.
ومن بين المشروعات السبعة التي تم طرحها خلال الملتقى، مشروع «منطقة آثار القلعة – كفاءة استخدام الطاقة في المناطق العمرانية»، والذي يقدم رؤى متخصصة لتقليل استهلاك الطاقة ودمج مصادر الطاقة المتجددة بالمباني الموجودة بالقلعة، مع تعزيز الوعي التاريخي من خلال تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، باستخدام نظام ثلاثي الأبعاد ووضع مجسات داخل الموقع الأثري، مما يساعد بشكل كبير على تحسين المؤشرات البيئية وتقليل الانبعاثات.
أما مشروع «منطقة آثار الفسطاط»، فيهدف إلى إشراك المجتمع المحلي ليصبح جزءًا حيويًا من الحياة اليومية للسكان، مع تعزيز الحفاظ على التراث الثقافي ودعم الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية.
كما يسعى مشروع «منطقة آثار الجمالية – الصناعات الإبداعية واقتصاد التراث الثقافي غير المادي» إلى دمج الصناعات الإبداعية مع التراث الثقافي غير المادي ضمن إطار التخطيط الحضري وتطوير القاهرة التاريخية، وذلك لمعالجة التحديات التي تواجه الحرف التقليدية والحفاظ على البنية التحتية والتاريخية، كما يهدف إلى إعادة تصور التجربة السياحية لزائري المنطقة لتقديم نموذج متكامل لموقع تراث ثقافي يجمع بين الحفاظ والتنمية الاقتصادية، مع الاعتماد على رؤية تنموية شاملة.
وأكد الوزير على أهمية هذا المشروع ووجه بضرورة إعداد خريطة شاملة توضح المواقع الأثرية بمنطقة الجمالية، مما يسهم في تعزيز الحركة السياحية وتنظيمها، مشددًا على ضرورة إنشاء مركز متكامل للزوار يوفر خدمات متعددة تدعم التجربة السياحية وتبرز القيمة التراثية للمنطقة.
كما حرص الوزير على التأكيد على أهمية تخصيص معرض دائم للحرف التراثية القائمة بالمنطقة، لربطهم بشكل مباشر بالسوق السياحي، مع ضرورة دمج منظومة البيع الإلكتروني لتوسيع فرص التسويق والترويج لتلك المنتجات.
من بين المشروعات أيضًا، مشروع «منطقة آثار الدرب الأحمر – الاقتصاد العمراني، التخطيط، إعادة الاستخدام، والحفاظ والإحياء – آليات التمويل الإبداعي»، والذي يهدف إلى استثمار القيمة التاريخية والمعمارية للمباني التراثية بالمنطقة، من خلال تطوير مراكز ثقافية واقتصادية واجتماعية متعددة الوظائف، إلى جانب تطبيق مفهوم إعادة الاستخدام التكيفي للمباني التاريخية، مما يسهم في إحياء المنطقة ودعم المجتمعات المحلية.
ويرتكز المشروع على تعزيز تجربة الزائرين من خلال تسهيل حركة المشاة في المحاور الحيوية وتوفير وسائل نقل صديقة للبيئة، في خطوة تعكس التزامًا واضحًا بمبادئ الاستدامة البيئية ورفع الوعي الثقافي، فضلًا عن توظيف المباني التراثية لدعم الأنشطة الاقتصادية والثقافية.
وفي هذا السياق، أكد وزير السياحة والآثار على دعم الوزارة الكامل للفكرة الأساسية للمشروع، مشددًا على أهمية التنسيق المستمر والتكامل بين الوزارة والمحافظة والجهات المعنية، لضمان تطوير المناطق المحيطة بالمواقع الأثرية بما يتناسب مع قيمتها التاريخية ويعزز من جاذبيتها السياحية.
يركز مشروع «منطقة آثار شرق القاهرة – توثيق التراث العمراني وتقييم حالة الحفاظ على القيم الأثرية والمعمارية والهندسية للنسيج العمراني» على وضع خطة شاملة لإعداد مسار للزيارة السياحية يبدأ من مجموعة الأمير بن برقوق، مرورًا بمقابر شهداء القوات المسلحة وعدد من المباني غير المُسجلة كآثار لكنها تحمل دلالات تاريخية مهمة، وينتهي المسار مجددًا عند مجموعة بن برقوق، مما يُبرز تنوع النسيج التاريخي والمعماري للمنطقة.
يشمل المشروع أيضًا إنشاء مركز للزوار مجهز بقاعة متعددة الوسائط تتيح تنفيذ جولات افتراضية تحاكي المسار المقترح، بالإضافة إلى برامج تهدف إلى نشر الوعي الأثري في أوساط المجتمع المحلي، وإحياء الحرف التراثية مثل الحفر على المعادن والزجاج، وصناعة الجلود وغيرها، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على الموروث الثقافي.
بالإضافة إلى مشروع «منطقة آثار الإمام الشافعي – المخاطر المناخية والمناظر الحضرية التاريخية: خطط المدن الكبرى للتكييف والتخفيف – تقنيات التنبؤ والرصد والمراقبة وصون معايير الرفاهية»، والذي يشمل زيادة رقعة المساحة الخضراء بالموقع لمواجهة تغير المناخ، فضلاً عن مشكلة المياه الجوفية التي تعاني منها المنطقة، مما يتيح استغلالها في الزراعة، وعمل غطاء زراعي حول المحاور المرورية بالمنطقة، بما يساعد في التخفيف من التلوث على المناطق العمرانية والأثرية المحيطة، مع إمكانية إقامة حديقة مجتمعية تكون مدخلًا لمنطقة الإمام الشافعي والليثي والجبانة الجنوبية ككل
بينما يهدف مشروع «منطقة آثار الأزهر والغوري – التراث الحي، دور المجتمعات المحلية في السياسات الاجتماعية والثقافية للإسكان والمشاركة الاجتماعية» إلى إعادة فتح المباني الأثرية والتراثية وإعادة توظيفها لتصبح مركزًا إشعاعيًا ثقافيًا لأهالي المنطقة، واستخدامها بشكل متكيف للتدريب المهني للحرفيين والفنانين، وللأنشطة الثقافية الموجهة إلى المجتمع المحلي.
- وزير السياحة والآثار يعلن عن ملتقى القاهرة التاريخي: رؤية شاملة لمستقبل مستدام
- اكتشف أبرز القطع الأثرية في المتاحف المصرية خلال أغسطس: جولة مصورة في عالم الآثار!
- انطلاق مبادرة «هويتنا إسكندراني» بجولة سياحية لمتحف المجوهرات الملكية بدعم من وزارة السياحة
- اكتشفوا أبرز القطع الأثرية لشهر أغسطس في 24 متحفًا: جولة سياحية لا تُفوت!
- «البحار» تستضيف لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام في محاكاة مثيرة لمجلس الشيوخ المصري