
تتميز مدينة الإسكندرية الساحلية بتراث معماري وديني غني، حيث تضم المئات من المباني التي تعكس تنوعًا فريدًا في التصميمات المعمارية والفنية، مما يجعلها مدينة لا تشبه أي مدينة أخرى، خاصة وأن العديد من مبانيها تتجاوز أعمارها ١٠٠ عام، وتتميز بتصاميمها التي تأخذ من الطراز البيزنطي والإيطالي وغيرها من أساليب العمارة العالمية.
عندما تدخل من البوابة الرئيسية لكنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مارجرجس بغبريال، تشعر وكأنك في قصر ملكي بسبب جمال التصميم المعماري والفني الذي يعكس مستوى عالٍ من الإبداع، ويظهر الجهود المعمارية التي أخرجت المبنى في صورة رائعة.
كما يوضح القمص رويس مرقص مشرقى، راعي الكنيسة والوكيل البابوي السابق، أن الكنيسة تم تأسيسها عام ١٩٧٩، حيث أُقيم أول قداس إلهي فيها في ٢٨ يناير من نفس العام تحت رئاسة الأب قسطنطين نجيب، الذي يُعتبر مؤسس الكنيسة، بالإضافة إلى تأسيسه لعدة كنائس أخرى في الإسكندرية مثل كنيسة الأنبا شنودة وكنيسة خورشيد والعذراء.
ويشير القمص رويس، في حديثه لـ«إقرأ نيوز»، إلى أنه تم افتتاح الكنيسة في بداية عام ١٩٧٩، وتمت رسامته كاهنًا بها في ٢ ديسمبر من نفس العام، وكشف أن الكنيسة كانت في البداية عبارة عن حظيرة مواشي، لكن تم شراؤها وتحويلها إلى مكان للصلاة، حتى تم الحصول على التراخيص اللازمة لتوسيعها في عهد اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، المحافظ السابق، مما أدى إلى إنشاء الكنيسة بتصميم معماري متميز.
وقد تم تصميم الكنيسة بأسلوب بيزنطي على يد المهندس المعماري مينا نجيب، الذي يُعتبر من أبرز المعماريين، حيث كان لديه قدرة على استحضار الطرز المعمارية الأوروبية، وقد صمم عدة كنائس أخرى فيما بعد، لكن لم تُشيد أي كنيسة في الإسكندرية بنفس الأسلوب الفريد، مما يجعلها مقصدًا لطلاب كليات الهندسة لدراسة عناصرها المعمارية.
شهدت الكنيسة زيارة من البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المتنيح، حيث زارها مرتين وقدم دعمًا ماليًا كبيرًا لاستكمال إنشائها، وكانت الزيارة الأولى في ٢ أبريل ٢٠٠٥، حيث تفقد الأعمال الجارية ودشّن المعمودية، ثم زارها مرة أخرى لتدشين الكنيسة كاملة بعد الانتهاء من التشطيبات في ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧، حيث حضر الآلاف من الشعب القبطي، واحتفل الجميع بقدومه برفع السيارة التي كانت تقله، وهو ما ذكره البابا في مجلة الكرازة.
وأضاف القمص رويس أن الكنيسة استقبلت أكثر من ١٠٠ أسقف منذ إنشائها، بدءًا من الأنبا أغناطيوس أسقف السويس، والأنبا أنطونيوس أسقف منفلوط، ثم تتابعت الزيارات لتشمل الأنبا رافائيل والأنبا مكاريوس والأنبا أبوللو والأنبا قزمان والأنبا أرميا سكرتير البابا شنودة، مما يجعلها فريدة من نوعها، إذ ليس من المعتاد أن تزورها هذا العدد من الأساقفة، وكانوا حريصين على المشاركة في القداسات والصلوات، بما في ذلك الأنبا يوأنس الذي يزور الكنيسة سنويًا في ديسمبر.
كما زار الكنيسة البابا تواضروس الثاني بعد توليه الكرسي البابوي، وكان يزورها كل عام في نوفمبر.
تضم الكنيسة حوالي ٥٠ أيقونة مقدسة موزعة في جميع أرجائها، وتم رسمها بأسلوب فني راقٍ، كما تحتوي على عدة مذابح، وتشتمل على الكنيسة الرئيسية وكنيسة أبو سيفين وكنيسة الأطفال وكنيسة الشيوخ وكبار السن، ليصل عدد الكنائس إلى ٦ داخل المبنى المكون من طابقين، وتستقبل نحو ٢٠٠٠ أسرة، بما يعادل ١٠ آلاف فرد خلال المناسبات الدينية الكبيرة مثل أسبوع الآلام وأحد السعف.
يخدم في الكنيسة ٣ آباء كهنة، وقد تخرج منها العديد من الكهنة الذين يقومون بالخدمة الروحية داخل وخارج مصر، ويُذكر أن الإسكندرية تحتوي على حوالي ١٣٠ كنيسة و٣٥٠ كاهنًا.
- «معلومات الوزراء» تسلط الضوء على اهتمام المنظمات الدولية في مكافحة التلوث البلاستيكي: استراتيجيات وحلول مبتكرة
- «أسرة من نور: عشرة إخوة يحفظون القرآن ويعلمونه للأجيال القادمة»
- فرص مذهلة لتوطين صناعة ألواح الطاقة الشمسية في مصر: أبرز ما جاء في تقرير 'معلومات الوزراء'
- «اتحاد الشركات: التأمين البحري المستدام ضرورة استراتيجية في عالم الأعمال»
- أمين البحوث الإسلامية: منهج علمي يجمع بين الشريعة والمعرفة في التعامل مع النوازل الفقهية