أمسية فلسطينية مميزة في معرض الساقية للكتاب: قصائد وموسيقى توثق آلام الشعب الفلسطيني

في إطار فعاليات الدورة الخامسة عشرة من معرض الساقية للكتاب، الذي يُقام في ساقية عبدالمنعم الصاوي خلال الفترة من 5 إلى 11 أغسطس 2025، شهد مسرح الساقية مساء الخميس 7 أغسطس أمسية شعرية بعنوان «لمن تُقرع القصائد.. قراءات من فلسطين»، حيث كانت بمثابة احتفاء بالكلمة الفلسطينية ومقاومة فنية للذاكرة التي لا تنكسر.

افتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية من الكاتب الفلسطيني والمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة، ناجي الناجي، الذي قدّم الشعراء المشاركين، ثم بدأ الشاعر محمد أبوطبنجة القراءات بقصيدة تجمع بين اللهجتين المصرية والفلسطينية، حيث كان أداؤه مليئًا بالوجدان والانتماء.

وفي تصريح خاص لـ«إقرأ نيوز»، قال المستشار الثقافي ناجي الناجي: «فلسطين دائمًا حاضرة في كل الفعاليات الثقافية، وصوتها يصل عبر جميع السبل الإبداعية الممكنة، نحن نؤمن بأن التوثيق المجرد مهم، لكنه لا يكفي وحده، فالأعمال الإبداعية تبقى لأنها تلامس الوجدان وتحمل ذاكرتنا الجمعية إلى الأجيال القادمة»

وأضاف: «نحن نوثق فلسطين التي نحب، تلك التي نحلم بها، والتي فقدنا جزءًا منها ولا تزال تسكننا، لذا نعتبر الشعر والسرد والموسيقى والمسرح والسينما والفن التشكيلي لغتنا الأقوى في التوثيق، ونعمل بجد على أن يكون صوت فلسطين حاضرًا في كل مكان»

وتابع الناجي: «مصر كانت وما زالت حاضنة لنا، وحتى اليوم تفتح أبوابها للمشاعر الفلسطينية كما لو كانت أمًا كبيرة لكل المنطقة العربية، وما نراه اليوم من وقوف الشعراء الفلسطينيين على مسرح ساقية الصاوي هو تجسيد حي لهذا المفهوم الأصيل، حيث تحتل فلسطين مكانة متقدمة في الوجدان المصري كشعب وقضية وذاكرة»

قدمت الشاعرة ابتسام أبوسعدة مجموعة من القصائد المستوحاة من الوجع الفلسطيني، تزامنًا مع عزف حي للفنان محمد عكاشة، ما أضفى على الأمسية طابعًا بصريًا وسمعيًا مؤثرًا، تجلى في تفاعل الحضور مع الكلمات والموسيقى.

ولم يكتف عكاشة بالمرافقة الموسيقية، بل أمتع الجمهور بعدد من الأغاني الوطنية، ليختتم بأغنية «إلى وجه أمي» التي حملت مشاعر عميقة وتركت أثرًا بالغًا في نفوس الحاضرين.

كما شارك الشاعر ماهر المقوسي بقراءات تميزت بلهجة وجدانية خاصة، بينما قدّم الشاعر رائد قديح نصوصًا تنوّعت بين الحنين والمقاومة، مثل: «في القدس»، و«ظننا أنها الفجرُ»، و«الهوى في القلب مصري»

واختُتمت الأمسية بالأغنية الفلسطينية «إني اخترتك يا وطني» بصوت محمد عكاشة، في لحظة امتزجت فيها القصيدة بالغناء، والذاكرة بالمقاومة، والحنين بالأمل، تأكيدًا على أن القصيدة الفلسطينية ما زالت تُقرع في كل مكان، وتحمل راية من لا صوت لهم.