<p><strong>خبراء: إعادة احتلال غزة تعكس إفلاسًا سياسيًا وأخلاقيًا، ودعوات إسرائيل تُعتبر انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة</strong></p>

وصف سياسيون وخبراء ونواب دعوة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت» لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل بـ «نطاعة سياسية إسرائيلية وإفلاس سياسي وأخلاقي غير مسبوق»، مؤكدين على أهمية توحد جميع القوى السياسية في العالم العربي لوقف هذا المخطط الصهيوني الذي يسعى للقضاء على القضية الفلسطينية إلى الأبد.

وأشار الدكتور أحمد وهبان، عميد كلية الدراسات الاقتصادية والعلوم السياسية في جامعة الإسكندرية السابق، إلى أن ما تقوم به إسرائيل من دعوة لاحتلال القطاع بالكامل يمثل نطاعة سياسية، معبرًا عن رفضه لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي الذي يهدف إلى ترسيخ الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، ومواصلة حرب الإبادة في غزة، والقضاء على كافة مقومات حياة الشعب الفلسطيني، وتقويض حقه في تقرير مصيره وتجسيد دولته المستقلة.

وأضاف «وهبان» أن الحرب الشاملة لاحتلال قطاع غزة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل بدأت خطة عربدة غير مسؤولة ضد غزة وسط صمت عالمي مقيت.

وشدد على ضرورة توحيد القوى السياسية في مصر للوقوف خلف القيادة السياسية لمواجهة أي تهديدات تواجه الأمن المصري، خاصة وأن تكاتف المصريين هو سلاح الدولة المصرية لمواجهة المؤامرة الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد حسين الحمامي، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزة بالإسكندرية، إن دعوة إسرائيل لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تعد تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ودليل على إفلاس دولة الاحتلال سياسيًا وأخلاقيًا.

وأكد «الحمامي» أن ما تنوي فعله إسرائيل يمثل خطوة جديدة من مشروع استيطاني يهدف إلى القضاء على أي محاولة عربية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، مشددًا على أن الصمت العالمي والتخاذل العربي تجاه هذه التحديات يزيد من خطورة الوضع، حتى لو ترك العرب والغرب مصر وحدها، فإنها لن تسمح بتنفيذ المخطط الإسرائيلي على الإطلاق، لأن ذلك يمهد لانفجار الوضع الإقليمي بشكل كبير، ويجعل المنطقة عرضة للحروب والدمار.

من جانبه، قال محمد مجدي عفيفي، رئيس حزب الأحرار الدستوريين، إن الكيان الإسرائيلي يمارس سياسة التبجح وسط تخاذل عربي وصمت عالمي غير مسبوق تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن ما تتعرض له غزة يمثل اختبارًا حقيقيًا للجانب الإنساني والأخلاقي للعالم.

وشدد «عفيفي» على أن الدعوة الإسرائيلية لاجتياح قطاع غزة ليست مجرد خطوة عسكرية، بل حلقة في مخطط أوسع يستهدف الأمن القومي المصري، خاصة وأن مصر كانت ولا تزال شوكة في حلق الجانب الإسرائيلي بشأن ما يحدث في غزة، مؤكدًا أن الجميع يجب أن يدرك أن ما يحدث ليس مجرد حرب جديدة، بل مؤامرة متعددة الأبعاد تستهدف إنهاك المنطقة وتفتيتها.

وقال محمد جبريل محمد، أمين الشؤون البرلمانية في حزب مستقبل وطن، إن مصر تتحمل وحدها مسؤولية القضية الفلسطينية منذ سنوات، ولن تتراجع عن موقفها الثابت تجاه فلسطين، مما يتطلب من القوى السياسية الوقوف خلف القيادة السياسية المصرية.

وأكد «جبريل» أن رفض جموع المصريين للخطة التي صادق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي تعكس تمسكهم بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن نجاح إسرائيل في تنفيذ هذه الخطة يعني موت القضية الفلسطينية إلى الأبد، خاصة بعد تدمير غزة منذ أحداث 7 أكتوبر 2023.

كما وصف جوزيف ملاك، عضو هيئة مكتب حزب الجبهة الوطنية في الإسكندرية، الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بانتهاكات صارخة للقانون الدولي، مؤكدًا أن التصعيد في الضفة الغربية يشكل انتهاكات فاضحة للقانون وقرارات الشرعية الدولية.

وأكد المهندس علي الدسوقي أحمد، عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، أن مصر ستبقى حامية للقضية الفلسطينية، مشددًا على أن الأمر ليس مجرد موقف سياسي، بل واجب تاريخي وأخلاقي.

وطالب «الدسوقي» العرب والمجتمع الدولي بالتدخل لمساندة مصر في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على أن التخاذل العربي والصمت العالمي سيكون نذير شؤم على الجميع.

وأضاف أن ما يخطط لغزة من الجانب الإسرائيلي بمعاونة أمريكا يمثل سيناريو مأساوي وكارثي، فنحن أمام إعادة احتلال جديدة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد.