كيف أسقطت حيلة الاستنزاف الأهلي؟ تحليل لفرص ريبيرو في العودة إلى الانتصارات

من المتوقع أن تتصدر المواقع الإلكترونية عناوين قرعة الدوري المصري الممتاز بعبارة «انطلاقة سهلة للنادي الأهلي» نظراً للفوارق التسويقية وجاهزية اللاعبين، مما يتيح لخوسيه ريبيرو فرصة لتحقيق انتصاره الأول مع الفريق بعد سلسلة من الخسائر والتعادلات في كأس العالم للأندية.

من ناحية أخرى، كان مجدي عبدالعاطي مدرب مودرن سبورت يراجع أوراقه بدقة، خاصة بعد الدرس القاسي الذي تلقاه من رينيه فايلر عندما واجه المدرب الشاب المغامر وقائد أسوان حينها، وقرر فتح اللعب والبحث عن عرض تاريخي يظل في الأذهان، لكنه تلقى هزيمة قاسية بخماسية لا تُنسى.

تشبه مقدمات الليلة تلك التي سبقت الخماسية، حيث كان فايلر يسعى لإقناع الجماهير محلياً وتأكيد قدرته على دمج كتيبة النجوم في عروض تخيف المنافسين، في موقف مشابه لريبيرو الذي يسعى لكتابة شهادة انطلاقه.

نظرية الاستنزاف.

يبدو أن مجدي عبدالعاطي اختار تجاوز الرسم الخططي 4-3-3 والأدوار الفنية، ليعتمد على حيل أكثر تعقيداً مثل الاستنزاف، حيث لن يكون إهدار الوقت بتكرار الأخطاء وشحن الجماهير سلباً، بل بنقل الكرات إلى مناطق فارغة في ملعب الخصم مما يتطلب ركض أكبر عدد من لاعبيه، واستغل «فوبيا الصندوق» حيث يهرب لاعبو الأهلي إلى الأجنحة، حتى محمد شريف الذي كان يبحث عن شيء ما.

بدأت ثمار هذه النظرية تظهر مبكراً في ظل الأداء البطيء الذي اتسم به الأهلي، حيث لم تشكل ثنائية شكري – تريزيجيه أي إزعاج لفوزي ويوسف إلا في مناسبات نادرة خلال الشوط الأول، ولعب محمد مجدي أفشة دوراً غير مقصود لأصحاب الأرض، حيث بدا تائهاً وغير قادر على مجاراة تريزيجيه وزيزو وشريف.

حاول عبدالعاطي تعزيز استراتيجياته بالمبالغة في تراجع خطوطه مع تكثيف التواجد في عمق الملعب، مما سهل تقدم لاعبي الأهلي بكثافة كبيرة وفتح المجال للعب المرتدات.

البحث عن البطل.

أظهر منتصف الشوط الأول حاجة الأهلي إلى تحقيق بطولة مطلقة، في ظل فلسفة أصحاب الأرض، واستمر البحث عن زاوية تتيح التصويب لزيزو وتريزيجيه أو انطلاقة تتفادى كثافة الدفاع، أو استغلال لعبة ثابتة، وهو ما فشل فيه الأهلي ثلاث مرات.

بين الدقيقة 30 و42، اتسمت المباراة بحالة استسلام للوضع القائم قبل أن يكسرها تريزيجيه بانطلاقة مميزة انتهت بتصويبة بجوار القائم، ورد مودرن بتحول سريع لم يسفر عن خطورة.

لم يقدم ريبيرو مشهداً مبهراً على الصعيد الجماعي أو التحرك الخططي داخل الملعب، واكتفى بتكليف محمد شكري بالتقدم نحو الوسط الأمامي وترك تريزيجيه يخرج إلى طرف الملعب ولكن دون جدوى.

الشوط الثاني.

لم ينتظر ريبيرو طويلاً ودفع بالثنائي كريم فؤاد وطاهر محمد طاهر بدلاً من أفشة وشكري في بداية الشوط الثاني، مما منح الأهلي أفضلية واضحة ونشاطاً ملحوظاً خاصة من الجهة اليسرى، كما زاد تأثير زيزو بعد تحريره من مركز الظهير الأيمن.

لكن تبقى أزمة التحرك بين الرباعي الأمامي ومن يظهر في المكان المناسب داخل الصندوق لاستغلال العرضيات والكرات المرسلة من الخلف للأمام، ففي الدقيقة 57 انتقل الرباعي إلى وسط ويسار الملعب ثم اضطر شريف للرجوع كجناح أيمن، وذلك بعد 7 دقائق من كسر أحمد رضا الصمت بهدف من رأسية رائعة جاءت من عرضية مميزة لزيزو.

لم ينتظر عبدالعاطي طويلاً وجدد دوافع الفريق بالثلاثي البديل غنام محمد ورشاد متولي وأدم رجب بدلاً من محمد مسعد ومحمد هلال وعبدالرحمن شيكا، ليعيد الحيوية إلى منطقة الوسط الهجومي.

استغل مودرن سبورت غفلة دفاع الأهلي بتمرير انتهى عند حسام حسن الذي وضع الكرة في شباك شوبير، ليتسم لعب الأهلي بالتسرع بحثاً عن التقدم وتتحول المباراة إلى مشهد مكرر ضغط أحمر بلا خطورة في أغلب الأوقات، مع تراجع لمودرن مع تدخلات بدنية قوية.

واصل ريبيرو تغييرات نمطية بخروج تريزيجيه ورضا ونزول بن شرقي وكوكا، بينما واجه الإسباني وضعية جديدة بالتأخر في النتيجة بعد أن سجل على الفيل التقدم من رأسية في الدقيقة 74.

لم ينتظر ريبيرو كثيراً في خانة الباحث عن التعادل، حيث كرر الأهلي التسجيل بنفس طريقة الهدف الأول ولكن هذه المرة بعرضية زيزو ورأس ياسين مرعي.

كان زيزو قريباً من كتابة مفارقة تاريخية عندما وضع عرضية رائعة مجددًا لمحمد على بن رمضان، ولكن هذه المرة تصدت عارضة أبوجبل ومنعت الهدف.

متى يفوز ريبيرو؟

يفوز ريبيرو عندما يقدم بصمة فنية خاصة سواء بطريقة استثمار الكرات الثابتة أو تكرار الجمل الهجومية واستغلال المهارات الفردية للنجوم، وعندما يخرج الدفاع من دائرة الشك، حيث تلقى الفريق 8 أهداف في 4 مباريات تحت قيادته، وعندما تكون التبديلات بعيدة عن النمطية، ويعوض تأثير رحيل وسام أبوعلي سواء بطريقة اللعب أو لاعب قادر على اللعب كمهاجم صريح.