تحليل: كيف نجح ريبيرو في إضعاف دفاع الأهلي الذي بناه كولر؟

في تحليلات «فاهم كورة» ضمن «إقرأ نيوز»، نأخذك في جولة فنية مميزة داخل عقول المدربين، حيث نحلل التفاصيل التكتيكية التي تحدث الفارق في الملعب، لنقدم للقارئ رؤية عميقة ومتخصصة لكرة القدم.

وفي هذا التحليل، نسلط الضوء على الثغرة الواضحة التي ظهرت في أداء الأهلي مع مدربه الجديد ريبيرو.

سقوط مخيب لحامل اللقب

في أمسية كان أنصار «المارد الأحمر» يتوقعون أن تكون بداية مثالية لمشوار الدفاع عن اللقب، خرج «فريق المليار» بتعادل مخيب أمام مودرن سبورت بنتيجة (2-2) في افتتاح الدوري لموسم 2025-2026.

هذا التعثر المبكر شكل مفاجأة ثقيلة لجماهير «الشياطين الحمر»، خاصة وأنها المرة الأولى منذ ستة مواسم التي يعجز فيها الفريق عن تحقيق الفوز في الجولة الافتتاحية.

الأهلي، تحت قيادة ريبيرو، لا يزال يبحث عن انتصاره الأول بعد 4 مباريات رسمية، انتهت 3 منها بالتعادل وواحدة بالخسارة، منذ توليه المسؤولية في كأس العالم للأندية 2025.

الكرات الثابتة.. سلاح تحول من قوة إلى نقطة ضعف في الأهلي

المثير للاهتمام أن الأهلي الموسم الماضي استقبل هدفًا وحيدًا فقط من كرة ثابتة في جميع مبارياته بالدوري ودوري أبطال إفريقيا (باستثناء ركلات الجزاء).

لكن مع ريبيرو، وخلال 4 مباريات فقط، اهتزت شباكه 3 مرات من كرات ثابتة، أمام بورتو وبالميراس في مونديال الأندية، وأمام مودرن سبورت من ركنية سجلها على الفيل.

في الهدف الأخير، كما يظهر في الصورة، ترك على الفيل دون رقابة داخل منطقة الجزاء، وهو مشهد تكرر من قبل أمام بورتو، مما يكشف فقدان الأهلي لواحدة من أبرز نقاط قوته الدفاعية التي كان يتميز بها مع المدرب السابق مارسيل كولر.

قوة زيزو

على الجانب الآخر، استفاد الأهلي هجوميًا من مهارات أحمد سيد «زيزو» في تنفيذ الكرات الثابتة، حيث سجل الفريق هدفين من هذه المواقف أمام مودرن سبورت: الأول من ركلة ركنية عبر أحمد رضا، والثاني من مخالفة غير مباشرة ترجمها ياسين مرعي، الذي حصل على جائزة رجل المباراة

زيزو، كان الأكثر صناعة للفرص في اللقاء (4 فرص)، ليؤكد أن وجوده أضاف بُعدًا مهمًا للأهلي في هذا الجانب.

قرارات فنية مثيرة للجدل

أثار ريبيرو الجدل بإبقاء 4 لاعبين أجانب على مقاعد البدلاء، وبدء المباراة بتشكيل وُصف بالغريب، كما جاءت تبديلاته غير موفقة، مثل الدفع بطاهر محمد طاهر في أجواء مغلقة المساحات، وعدم إشراك أليو ديانج أساسيًا، بجانب إشراك كريم فؤاد كظهير أيسر.

غياب ديانج عن التشكيل الأساسي كان محيرًا، خصوصًا أن الأهلي رفض بيعه هذا الصيف بناءً على طلب المدرب نفسه ريبيرو حسب الكثير من التقارير الصحفية، فالبرغم من أن وجوده كان كفيلًا بتحريك اللعب من وسط الملعب الذي ظهر عاجزًا عن فرض الإيقاع المطلوب، في ظل غياب الثنائي مروان عطية وإمام عاشور.

الأهلي مع ريبيرو يبدو في حاجة ماسة لإعادة تنظيم منظومته الدفاعية في الكرات الثابتة، بعدما كانت سلاحًا قويًا في عهد كولر، مع ضرورة استغلال قدرات لاعبيه الجدد المميزين في هذه المواقف الهجومية.

وبين قوة زيزو في التنفيذ، وثغرات الرقابة الدفاعية، يظل التحدي الأكبر أمام المدرب الإسباني هو إيجاد التوازن الذي يمنح «المارد الأحمر» السيطرة على هذه التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في المباريات الكبيرة.