فريق طلابي من جامعة مصر للمعلوماتية يبتكر برنامجًا للقيادة الذاتية للسيارات باستخدام علوم الحاسب والمعلومات

في خطوة تعزز من مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، أعلنت جامعة مصر للمعلوماتية عن إطلاق أحدث برنامج إلكتروني للقيادة الذاتية التفاعلية الذكية للسيارات.

وأوضحت الدكتورة هدى مختار، عميد كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة مصر للمعلوماتية، أن تقنيات القيادة الذاتية تمثل تحديًا تقنيًا نظرًا لتأثيراتها المباشرة على السلامة المرورية وكفاءة النقل، إضافة إلى إمكانية توفير خدمات القيادة الذاتية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم التقدم الكبير في مجالات الرؤية الحاسوبية ودمج الحساسات وتعلم الآلة، إلا أن الأنظمة الحالية للقيادة الذاتية لا تزال تواجه مشكلتين رئيسيتين هما:

1. محدودية التعميم والقدرة على التكيف، مما يجعل التعامل مع سيناريوهات غير مألوفة صعبًا، وبالتالي قد تؤدي هذه المشكلة إلى اتخاذ قرارات خاطئة تزيد من مخاطر الحوادث.

2. غموض عملية اتخاذ القرار (مشكلة الصندوق الأسود)، حيث تفتقر معظم الأنظمة الحالية للقيادة الذاتية إلى الشفافية، مما يقلل من الثقة المجتمعية بها ويعقّد من عمليات الاعتماد التنظيمي لهذه الأنظمة، التي لا تزال محظورة في العديد من دول العالم.

وأشارت إلى أن جامعة مصر للمعلوماتية، من خلال فريق من طلبة الفرقة الرابعة بكلية علوم الحاسب والمعلومات، نجحت في تطوير نموذج DriveFusion، وهو نموذج متعدد الوسائط (Multimodal) يعتمد على نموذج Qwen2.5-VL، حيث يقوم بدمج مدخلات من الكاميرا وإحداثيات GPS وبيانات السرعة واستفسارات المستخدم النصية في منصة إدخال موحدة، مما يمكّن النموذج من إنتاج أوامر تحكم منخفضة المستوى مثل التوجيه والتسارع، بالإضافة إلى تفسيرات لغوية عالية المستوى تدعم اتخاذ قرارات شفافة وقابلة للفهم.

وأكدت الدكتورة هدى نجاح الفريق في تطوير نموذج قيادة ذاتية شامل يعالج التحديات الأساسية المتعلقة بالقدرة المحدودة على التكيف وانعدام الشفافية في التقنيات الحالية، حيث تمكنوا من الجمع بين قدرات نماذج اللغة الكبيرة متعددة الوسائط والمكونات المتخصصة للسيارات، وبالتالي يقدم النموذج الجديد حلاً قادرًا على تفسير القرارات وذو كفاءة عالية، مما يسهم بشكل كبير في مجال الذكاء الاصطناعي القابل للتفسير في التطبيقات الحرجة للسلامة، ويمهد الطريق نحو مستقبل تكون فيه المركبات ذاتية القيادة أكثر أمانًا وموثوقية وجدارة.

وأوضحت أن هذا المشروع يمثل نموذجًا مثاليًا للتعاون بين الجامعات ورجال الصناعة، حيث أشرف على فريق الطلاب المطور للبرنامج، والذي يتكون من عمر سمير وإبراهيم أحمد ويوسف وليد وأحمد وليد وساجد سامر ومحمود خالد، كما يشارك في الإشراف الدكتور إبراهيم صبح، خبير أول في مجال الذكاء الاصطناعي بشركة «فاليو»، وهي واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال البرمجة المدمجة للسيارات، والمهندسة تقى محمد، معيدة بكلية علوم الحاسب والمعلومات.