
تحولت ملاعب قطاع غزة إلى أنقاض، توقفت التدريبات، وأصبحت ذكريات الماضي بعدما كانت تعج بالحياة، اختفت أصوات اللاعبين، وزادت حصيلة الضحايا من الرياضيين الذين استهدفتهم قوات الاحتلال، فكان من المؤلم رؤية أجسادهم ومنشآتهم تتعرض للقصف، لم يفرق الاحتلال بين كبير وصغير، ليتوقف صوت الرياضة في غزة وتتحول منشآتها إلى مقابر جماعية، حيث ودع العالم المئات من الرياضيين، من لاعبي كرة القدم والكرة الطائرة والكاراتيه وغيرهم، في مشهد إنساني مؤلم لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
بكى أحرار العالم ضحايا حرب الإبادة المتعمدة، الرياضيين الفلسطينيين الذين توقفت أحلامهم، فقتلتهم يد الغدر، واغتيلت آمالهم في المشاركة بالمحافل الدولية، بينما تسعى القضية الفلسطينية للحصول على العدالة في عالم صامت على أكبر عملية إعدام متعمد تُبث مباشرة للجميع يومياً.
سجلت اللجنة الأولمبية الفلسطينية أعداد الضحايا من الرياضيين الذين أضاءوا سماء فلسطين بمواهبهم، آملين في تحرك دولي يوقف هذه الحرب وينقذ أرواحاً جديدة مهددة نتيجة القصف والتجويع المستمر، حيث يفعل الاحتلال ما لم يفعله الطغاة عبر تاريخ الإنسانية.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تعرضت الرياضة الفلسطينية لخسائر فادحة، حيث استهدفت قوات الاحتلال بشكل ممنهج الرياضيين والمنشآت الرياضية، مما أدى إلى استشهاد مئات الرياضيين وتدمير البنية التحتية الرياضية في القطاع.
وفقًا لبيانات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأوليمبية الفلسطينية، وصل عدد الشهداء من الحركة الرياضية في غزة والضفة الغربية حتى أغسطس 2025 إلى 662 شهيدًا، تشمل الأرقام لاعبين ومدربين وحكامًا وإداريين وأعضاء اتحادات رياضية، بالإضافة إلى تدمير العديد من المنشآت الرياضية.
استشهد 422 لاعب كرة قدم، ولاعبون من الكرة الطائرة، بما في ذلك حسن زعيتر وإبراهيم قصيعة، اللذان حققا الميدالية البرونزية في بطولة غرب آسيا 2023، وكذلك البطلة نغم أبوسمرة، التي كانت مرشحة لتمثيل فلسطين في أوليمبياد باريس 2024، ولم يغب عن القائمة البطل علاء المدهون، أحد أبرز الرياضيين على المستوى الوطني، وشملت الخسائر أيضًا 51 من الكشافة، و25 لاعب كرة سلة، و15 في التايكوندو، و10 في الجمباز، و10 في الجودو، و26 في الكاراتيه.
خلال أغسطس الجاري، استشهد سليمان العبيد، أحد أبرز نجوم منتخب فلسطين لكرة القدم الشهير بـ”الفدائي”، وهداف نادي خدمات الشاطئ السابق، أثناء انتظاره المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة.
وتم تسجيل اسم محمود رافع شاهين، لاعب نادي التفاح الرياضي، الذي استشهد برصاص الاحتلال، حيث يعد شاهين ثاني لاعب من نادي التفاح يستشهد خلال أسبوعين بعد زميله إسماعيل أبودان، أثناء انتظار المساعدات الإنسانية وسط ظروف قاسية بسبب العدوان المستمر ونقص الغذاء والمياه.
في الإعلام الرياضي، استشهد أكثر من 10 صحفيين رياضيين، معظمهم تحولوا للعمل في الصحافة العامة بسبب نقص الكوادر. ومن أبرز الرياضيين الذين استشهدوا سليمان العبيد، الملقب بـ”بيليه فلسطين”، الذي استشهد في أغسطس 2025 برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظاره لتلقي مساعدات إنسانية في رفح.
لم يقتصر الاستهداف على الرياضيين، بل امتد إلى البنية التحتية الرياضية، حيث دمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 95% من المنشآت الرياضية في غزة، حيث تشمل الخسائر 267 إلى 287 منشأة رياضية دمرت كليًا أو جزئيًا، بما في ذلك ملاعب وصالات تدريب ومقرات اتحادات.
تضررت 23 ملعب كرة قدم، منها 19 دمرت بالكامل، مثل ملاعب اليرموك وفلسطين والدرة، التي تحولت إلى مراكز إيواء أو مقابر جماعية، كما دمرت 29 صالة رياضية مغطاة من أصل 35، إلى جانب 58 مقرًا لأندية رياضية، ولم ينج سوى 6 أندية.
ورغم الخسائر الفادحة في الأرواح والمنشآت الرياضية، لم يتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ليتساءل الكثيرون عن صمته غير المبرر في التعامل مع هذا الوضع، خاصة أنه سارع بالتدخل لمعاقبة الرياضيين الروس على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، مما أثار الأصوات حول موقف “فيفا” وعدم صدور قرار بمعاقبة الرياضيين الإسرائيليين حتى الآن.
- أحمد موسى يوجه رسالة مؤثرة لحماس: شاهدوا معاناة أطفال غزة ولا تعززوا فرص نتنياهو (فيديو)
- الهلال الأحمر المصري يرسل 2300 طن من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة عبر قافلة 'زاد العزة'
- مظاهرات عالمية تدعو لإنهاء 'الحرب الوحشية' على الفلسطينيين: أصوات من جميع أنحاء العالم تتعالى من أجل السلام
- وزير الخارجية يناقش مع قادة مجموعة الحكماء الأوضاع الراهنة في غزة: خطوات نحو السلام
- بتوجيهات شيخ الأزهر: انطلاق القافلة الإغاثية الحادية عشرة من «بيت الزكاة» إلى قطاع غزة (صور)