
ستشهد سماء السعودية والوطن العربي قبل شروق شمس يوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 بحوالي ساعتين ظاهرة فلكية رائعة تتمثل في اقتران كوكب الزهرة مع كوكب المشتري.
وأفادت الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على «فيسبوك» بأن الكوكبين سيظهران متقاربين جداً في الأفق الشرقي، حيث يبلغ الفاصل الزاوي بينهما حوالي 0.9 درجة فقط، مما يجعل هذا المشهد النادر يمكن رؤيته بسهولة بالعين المجردة.
وأوضحت الجمعية أن الاقتران هو ظاهرة فلكية تحدث عندما تظهر كواكب أو أجرام سماوية قريبة من بعضها في السماء كما تُرى من الأرض، وتختلف المسافة الظاهرية بين الأجرام أثناء الاقتران من أقل من نصف درجة إلى عدة درجات، وعندما يكون الفاصل الزاوي صغيراً جداً كما في هذا الحدث، يبدو كأن الأجرام تكاد تلامس بعضها بصرياً.
ورغم أن المظهر قد يوحي للناظر بأن الكوكبين على وشك التلامس، فإن هذا التقارب هو ظاهري فقط، ناتج عن وقوع الأرض والزهرة والمشتري تقريباً على خط واحد في نفس الجانب من النظام الشمسي، وهو ما يُعرف بالاصطفاف الهندسي، ونتيجة لهذا الاصطفاف يظهر الكوكبان قريبين جداً في السماء رغم أن المسافة الحقيقية بينهما شاسعة في الفضاء.
وأشارت الجمعية إلى أنه خلال هذا الحدث، سيكون كوكب الزهرة أكثر سطوعاً من المشتري، حيث يبلغ لمعانه الظاهري –4.0 مقابل –1.9 للمشتري، مما يجعل الزهرة أكثر بريقاً بنحو 7 مرات تقريباً، ومع ذلك، فإن المشتري سيبدو أكبر حجماً بحوالي 2.5 مرة عند مشاهدته عبر التلسكوبات أو المناظير، حيث يمكن رؤية أقماره الأربعة الكبيرة كنقاط ضوئية صغيرة حوله، بينما سيظهر الزهرة كقرص يشبه القمر الأحدب عبر التلسكوب.
ولفتت الجمعية إلى أن هذا الاقتران يعد فرصة ممتازة لهواة التصوير الفلكي لتوثيق لحظة الاقتران، حيث يمكن التقاط مشهد مذهل يجمع بين الزهرة والمشتري وأقماره في صورة واحدة، خاصة قبل أن يبدأ ضوء الصباح في التزايد، وينصح باستخدام عدسات مقربة أو تلسكوبات صغيرة مع تعريض مناسب لإظهار الفروق في الحجم والسطوع.
وأضافت أنه بدءاً من اليوم التالي، ستتباعد المسافة الظاهرية بين الكوكبين تدريجياً مع تحرك كل منهما في مداره، ولذلك فإن ليلة 12 أغسطس تمثل الفرصة الأفضل لمشاهدة هذا الحدث الفلكي الرائع بالعين المجردة أو عبر المناظير.
وتابعت: «رغم أن اقترانات الزهرة والمشتري تحدث بشكل منتظم، فإن الاقترانات ذات الفواصل الصغيرة جداً أقل شيوعاً»
ففي 30 أبريل 2022، حدث اقتران شديد القرب بفاصل زاوي 0.2 درجة فقط، لكنه وقع في موقع منخفض فوق الأفق الشرقي وقريب من شروق الشمس، أما اقتران أغسطس 2025 فرغم أن فاصل الزاوية أكبر قليلاً، إلا أنه أفضل من حيث ظروف الرؤية وارتفاع الكوكبين في السماء، مما يجعله أكثر جاذبية وأسهل للرصد والتوثيق.
من المتوقع ألا يتكرر اقتران مماثل بهذا القرب والوضوح بين الزهرة والمشتري مع ظروف رصد جيدة حتى نوفمبر 2028، مما يزيد من خصوصية هذا الحدث ويجعله فرصة ذهبية لعشاق مراقبة السماء.
كما يعتبر اقتران الزهرة والمشتري حدثاً ذا قيمة تعليمية وثقافية وبصرية كبيرة، ويُعد تذكيراً بروعة السماء وتناغم حركتها ودعوة مفتوحة للتأمل والرصد.