رحيل الأديب صنع الله إبراهيم عن 88 عامًا: أبرز محطات حياته وإرثه الأدبي

توفي اليوم الأربعاء، 13 أغسطس 2025، عن عمر يناهز 88 عامًا، نتيجة إصابته بالتهاب رئوي نقل على إثره إلى أحد مستشفيات القاهرة.

أبرز محطات الكاتب صنع الله إبراهيم:

وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وتخرج في كلية الحقوق، لكنه انخرط في السياسة بشكل أكبر من المحاكم، حيث بدأ نشاطه اليساري في خمسينيات القرن الماضي، وقضى خمس سنوات في السجن خلال فترة حكم جمال عبدالناصر (1959–1964)، وفي الزنزانة بدأ أولى محاولاته في الكتابة، مسجلًا تفاصيل عالم مغلق أصبح لاحقًا مادة لرواياته.

بعد خروجه من السجن، عمل في وكالة أنباء الشرق الأوسط، ثم انتقل إلى وكالة الأنباء الألمانية في برلين، وبعدها سافر إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، وعاد إلى القاهرة عام 1974، محملاً بخبرات وتجارب ستغني مشروعه الروائي، وتفرغ للكتابة الحرة عام 1975.

– صورة أرشيفية.

رواياته:

لم يكن صنع الله إبراهيم يكتب الرواية بالطريقة التقليدية، بل كان يشبه المحقق الصحفي الذي يمزج الوثائق بالأحداث الواقعية، ففي روايته “اللجنة” عام 1981، انتقد البيروقراطية والانفتاح الاقتصادي في عصر السادات، وفي “بيروت بيروت” عام 1984، كشف عن فوضى الحرب الأهلية اللبنانية، بينما رواية “ذات” عام 1992، تسلط الضوء على تحولات المجتمع المصري من خلال حياة امرأة عادية، التي تحولت لاحقًا إلى مسلسل ناجح، أما روايته “شرف” عام 1997، فقد كانت بمثابة ملف توثيقي عن السجون المصرية، واحتلت المرتبة الثالثة في قائمة أفضل 100 رواية عربية.

أبرز مواقف

من أبرز مواقف الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، عندما فاجأ الوسط الثقافي عام 2003 برفضه تسلّم جائزة الرواية العربية من المجلس الأعلى للثقافة، احتجاجًا على سياسات الحكومة، مما رسخ صورته ككاتب يضع الحرية فوق أي تكريم.

حصل إبراهيم على جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2004، وجائزة كفافيس عام 2017، كما تُرجمت أعماله إلى عدة لغات، مما جعله واحدًا من أبرز الأصوات العربية المعروفة عالميًا.

صراعه مع المرض

في مارس 2025، تعرض لأزمة صحية حادة نتيجة نزيف في المعدة، ثم سقط في منزله في مايو الماضي، مما أدى لإصابته بكسر في عنق عظمة الفخذ، وخضع لجراحة دقيقة في مستشفى معهد ناصر، حيث تلقى زيارة ودعمًا من وزيري الثقافة والصحة، كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم الرعاية اللازمة له، مؤخرًا أصيب بالتهاب رئوي حاد استدعى وضعه على أجهزة التنفس، حتى وفاته اليوم.

نعى الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الكاتب والأديب الكبير صنع الله إبراهيم ببالغ الحزن والأسى، حيث ترك إرثًا أدبيًا وإنسانيًا خالدًا سيظل حاضرًا في وجدان الثقافة المصرية والعربية، قائلاً: «فقدنا قامة أدبية استثنائية»

وأكد وزير الثقافة أن الراحل كان أحد أعمدة السرد العربي المعاصر، حيث امتازت أعماله بالعمق في الرؤية، واهتمامه الدائم بقضايا الوطن والإنسان، مما جعله مثالًا للمبدع الذي جمع بين الحس الإبداعي والوعي النقدي.

اطلع أيضًا: