تحدث الإعلامي أحمد موسى عن مقال وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي الذي نُشر في جريدة الأهرام، والذي تناول فيه دور غزة في الحفاظ على القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الاعتداءات التي تعرضت لها السفارات المصرية في الخارج، واستعرض موسى خلال تقديمه برنامجه «على مسئوليتي» المذاع على قناة صدى البلد، عنوان المقال الذي جاء بعنوان «مصر وغزة.. حين يستهدف من يقف مع الحق»، وها هو جزء من نص المقال:
في ظل عدوان غير مسبوق على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، ومع تصاعد آلة القتل ضد المدنيين العزّل، تفاجأ الرأي العام الدولي بسلسلة من الاعتداءات على بعض السفارات المصرية في الخارج، حيث زُعم أن مصر تحاصر القطاع وتمنع دخول المساعدات الإنسانية، وهذه الادعاءات، التي تفتقر إلى أي أساس واقعي، لا تصمد أمام الحقائق، وتظهر دوافع سياسية مشبوهة تخدم الاحتلال وتُضلل الرأي العام العربي والدولي.
إن استهداف البعثات الدبلوماسية المصرية لا يُعتبر تعبيرًا عن احتجاج، بل هو اعتداء على السيادة وضرب للذات الوطنية وتشجيع على الانقسام الداخلي، وهذا يعد انحرافًا عن مسار النضال الحقيقي، بما يخدم أجندات لا تمت للوطن بصلة، فهل من الطبيعي أن يهاجم مواطن مصري سفارة بلاده في الخارج؟ أليست هذه البعثات تمثل الدولة المصرية ويعمل بها مواطنون مصريون؟ إن الاعتداء عليها يصب في مصلحة من يسعى إلى تقويض دور مصر الإقليمي والإنساني، كما أنه يُعد انتهاكًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، التي تلزم الدولة المضيفة بحماية البعثات المتواجدة بها، وبالتالي فإن الاعتداءات تمثل إخلالًا بأمن السفارات المصرية.
الغضب من حصار غزة هو أمر مشروع، بل هو واجب أخلاقي وإنساني، لكن توجيه هذا الغضب نحو مصر يُعتبر قلبًا للحقائق وتزييفًا للوعي، فإسرائيل هي الطرف الذي يشن حربًا غير إنسانية على غزة، حيث قتلت أكثر من 62 ألف فلسطيني، وجرحت أكثر من 100 ألف، بينهم أكثر من 12 ألف طفل، استخدمت أدوات القتل والتجويع ومنعت توفير الدواء والخدمات الطبية، واستهدفت المستشفيات والمدارس ودور العبادة والبنية التحتية.
وأكد أحمد موسى: «هذا مقال في غاية الأهمية، فالكلمات أقوى من الرصاص، وكل كلمة واضحة وتبرز دور مصر تجاه الأشقاء الفلسطينيين ورفض مصر لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، فلماذا تتوجهون إلى السفارات المصرية وتتركون سفارات الاحتلال الإسرائيلي التي ترتكب الجرائم في حق الفلسطينيين، إن المقال مكتوب باحترافية كبيرة».