في ظل تزايد دور مصر على الساحة العالمية، تألقت الدكتورة سلمى يسري بعد أن اختارها الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لتكون مساعد الوزير للتعاون الدولي.

هذا القرار جاء تتويجًا لمسيرتها الأكاديمية والمهنية الثرية، حيث تجمع بين العمق العلمي والخبرة الدولية الواسعة، مما يضيف لها تحديًا جديدًا في مسيرتها المهنية.

من الهندسة إلى التخطيط العمراني

انطلقت الدكتورة سلمى يسري من كلية الهندسة بجامعة عين شمس، حيث حصلت على ماجستير في الهندسة المعمارية، ثم واصلت تفوقها الأكاديمي لتحصل على دكتوراه الفلسفة في التخطيط والتصميم الحضري.

لم تكتفِ بالتعليم المحلي، بل أضافت إلى رصيدها دبلوم الدراسات العليا في الإسكان وإدارة الأراضي من جامعة إيراسموس روتردام في هولندا، مما أتاح لها رؤية شمولية أكثر للتنمية الحضرية.

خبرة أممية ورؤية استراتيجية

على الصعيد المهني، ارتبط اسم الدكتورة سلمى يسري لسنوات طويلة ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، حيث شغلت عدة مناصب مهمة، كان أبرزها مدير برنامج التنمية الحضرية بمكتب مصر.

في هذه الأدوار، اكتسبت خبرة استراتيجية عميقة في السياسات العامة والتنمية المستدامة والتعاون الدولي، مما جعلها واحدة من الشخصيات البارزة في صياغة البرامج التنموية داخل مصر وخارجها.

إنجازات ملموسة على أرض الواقع

من أبرز إنجازاتها، كان دورها المحوري في انضمام مصر إلى برنامج «Horizon Europe» للبحث والابتكار، وهو من أكبر برامج الاتحاد الأوروبي الداعمة للتعليم العالي والبحث العلمي، كما ساهمت بشكل فعال في تعزيز التعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط، وفي إدخال مصر إلى حوارات وشراكات علمية وبحثية مؤثرة.

على المستوى المحلي، لعبت دورًا أساسيًا ضمن منظومة الأمم المتحدة في إعداد أول استراتيجية وطنية للإسكان في مصر، وصياغة منظومة التنمية العمرانية المتكاملة الجديدة، التي أسفرت عن تأسيس صندوق التنمية الحضرية المصري.

بعد إنساني ومبادرات مجتمعية

بعيدًا عن الخطط والسياسات، حرصت الدكتورة سلمى يسري على أن يكون لعملها تأثير مباشر على حياة المواطنين، حيث قادت مبادرات مبتكرة لتوفير خدمات المياه والصرف الصحي لملايين من سكان القرى والمناطق الأكثر احتياجًا في الصعيد والدلتا، مما عزز صورتها كخبيرة تجمع بين التخطيط العلمي والبعد الإنساني.

الوجه الجديد للتعاون الدولي

اليوم، مع تكليفها في منصب مساعد وزير التعليم العالي للتعاون الدولي، تواجه الدكتورة سلمى يسري تحديًا جديدًا يفتح آفاقًا واسعة أمام التعليم العالي والبحث العلمي المصري على الساحة العالمية، حيث تمثل جيلًا من الكفاءات النسائية التي أثبتت أن التميز العلمي يمكن أن يتكامل مع الخبرة العملية لصنع فارق حقيقي في مسارات التنمية.