اليوم، الأربعاء 27 أغسطس 2025، يشهد انطلاق القطار الثامن للعودة الطوعية للمواطنين السودانيين المقيمين في مصر، حيث سيتوجه القطار المجاني برقم 1940 (درجة ثالثة مكيفة) من محطة مصر بالقاهرة إلى محطة السد العالي بأسوان.
وقد رصدت «إقرأ نيوز» لحظة انطلاق الرحلة الثامنة، حيث كان السودانيون يحملون معهم ذكريات فترة إقامتهم في مصر، والتي ستظل راسخة في قلوبهم بعد العودة إلى وطنهم، وقد تجلت تلك المشاعر في نظراتهم الأخيرة للمصريين داخل محطة مصر، وهو ما عبر عنه بعض الركاب في حديثهم مع «إقرأ نيوز».
أحمد علي حسن، البالغ من العمر 40 عامًا من الخرطوم، قال: “بالتأكيد سنشتاق لأخواتنا في مصر ولن ننسى لهم هذا الجميل” مشيرًا إلى أن حياته كانت مستقرة قبل اندلاع الحرب، لكنه فوجئ مع ملايين السودانيين بتفجر الأحداث، مما دفعهم للنزوح والمعاناة.
وأضاف: «كنت أعمل في التجارة، لكن بعد الحرب تدهورت الظروف وفقدنا كل شيء، واضطررنا للقدوم إلى القاهرة لأنها لمتنا والحمد لله».
وأوضح حسن أنه جاء إلى مصر منذ عام مع أسرته، حيث أقام أولاً في منطقة المهندسين ثم انتقل إلى فيصل، قبل أن يقرر العودة إلى السودان اليوم.
وعن عمله في مصر، قال: «اشتغلت هنا لكن الأمور لم تكن كما توقعت، السوق هنا مختلف عن السودان، حاولت أن أعمل في التجارة أيضًا، اشتريت هواتف وأجهزة إلكترونية من القاهرة، لكن الأمور لم تكن مجدية».
وأشار أحمد إلى أن وضعه المالي في السودان أفضل مقارنة بالقاهرة، موضحًا: «في السودان أفضل طبعًا، لذلك نحن عائدون للوطن».
وعن رأيه في مبادرة العودة الطوعية، أكد أحمد أنها ساعدت آلاف السودانيين على العودة في ظل الظروف الصعبة، وتابع: «المبادرة جيدة جدًا، لأنها تساعد السودانيين في الأوقات السيئة، وأنا كنت بحاجة للعودة لكن لم أكن أملك القدرة المالية، وأغلب الناس لا تملك الإمكانية، لذا فإن هذه المبادرة ممتازة وساعدت الكثير»
علي محمد علي، 19 عامًا، ذكر أنه وصل إلى مصر منذ حوالي عام مع عمه بعد اندلاع الحرب في السودان، موضحًا أنه دخل بتأشيرة رسمية قبل الأزمة.
وأضاف: «قبل الحرب كانت ظروفنا جيدة، كنت أدرس في الثانوية، وأبي الله يرحمه ترك لنا أموالًا ومنازل وسيارات، لكن كل ذلك ضاع مع الحرب».
وأوضح علي أن وضعه المالي تغير تمامًا بعد اندلاع الحرب، قائلًا: «المال والسيارات وكل شيء ضاع مع الحرب».
وعن عمله في القاهرة، أشار إلى أنه حاول العمل في «بقالة» لكنه لم يستمر: «اشتغلت مع شخص في بقالة، لكن الشغل لم يعجبني وتركت العمل من أول يوم».
وأكد أن وضعه في السودان كان أفضل بكثير مقارنة بالحياة في القاهرة، مشيرًا إلى أن فكرة العودة المجانية لاقت ترحيبًا كبيرًا بين السودانيين: «المبادرة رائعة وساعدت الجميع على العودة، شكرًا لكم يا مصريين».
وعن إقامته في مصر، قال علي إنه كان يسكن في منطقة المهندسين، مشيدًا بحسن معاملة المصريين له: «المصريون جميعهم أخواتنا، ومعاملتهم كانت جيدة جدًا».
كمال أحمد على سعدة، 40 عامًا، ذكر أنه جاء إلى مصر قبل اندلاع الحرب بسبب وفاة زوجته، موضحًا أن أسرته كانت مقيمة في القاهرة منذ فترة طويلة مع بداية الحرب، بينما كان هو يعيش في السودان.
وأضاف: «بعد وفاة زوجتي جئت إلى مصر، وبعد الحرب فضلت البقاء هنا».
وأوضح كمال أن حياته كانت مستقرة قبل الحرب: «قبل الحرب كان لدي منزل وسيارة ومكتب، وكنت أعمل مهندسًا»، مشيرًا إلى أن الأوضاع تبدلت تمامًا بعد الحرب: «بعد الحرب لا أملك أي شيء، وسأبدأ من الصفر مرة أخرى».
وعن حياته في مصر، قال إنه كان يقيم في منطقة فيصل مع ابنه الذي يعيش مع جدته، مؤكدًا أن معاملة المصريين له كانت جيدة للغاية: «المصريون كانوا معي وودعوني بشكل جيد».
وعن مبادرة العودة المجانية، أكد كمال أنها أنقذت السودانيين في ظل الأوضاع الصعبة قائلًا: «المبادرة جيدة خدمت الناس والشعب السوداني، كنا بحاجة للعودة لكن التكلفة كانت عالية جدًا».
محمد المصطفى إسماعيل، 40 عامًا، ذكر أنه غادر السودان في رمضان الماضي أي منذ حوالي خمسة أشهر بعد اندلاع الحرب، موضحًا أنه جاء إلى القاهرة عبر الطريق البري بشكل غير رسمي، حيث قال: «جئت وحدي بالبر لأن العائلة كانت هنا منذ بداية الحرب».
وأشار محمد إلى أنه قرر العودة أولًا إلى السودان لتهيئة الظروف قبل عودة أسرته، مضيفًا: «أعود وحدي حتى تكون الظروف جاهزة ومستقرة عندما تعود العائلة».
وعن حياته قبل الحرب، قال: «قبل الحرب كانت الحياة جيدة وكنت أعمل في الأعمال الحرة، لكن بعد الحرب أصبحنا لاجئين والحياة صعبة بعض الشيء».
وأوضح أنه لم يعمل خلال فترة وجوده في القاهرة، لكنه اعتمد على دعم من أسرته في الخارج: «لم أعمل، لكننا السودانيين نعيش معًا، ولدي إخوة في الخليج نرسل لبعضنا المال».
أما عن إقامته في مصر، فأكد أنه كان يعيش في محافظة الجيزة، مشيدًا بحسن تعامل المصريين: «لم يقصر أحد معنا، شعب طيب وراقي، ولم أتعرض لمعاملة سيئة، كل المعاملة كانت جيدة».
وعن مبادرة العودة المجانية، قال محمد: «الخدمة ممتازة وفي نظام وترتيب، كنا نريد العودة لكن لم تكن لدينا القدرة المالية».
أبوبكر بلال، 41 عامًا، ذكر أنه وصل إلى مصر في بداية رمضان الماضي عبر التهريب بعد اندلاع الحرب، موضحًا أن حياته قبل الأزمة كانت مستقرة تمامًا: «قبل الحرب كان الوضع طبيعيًا، كنت في عملي والأبناء في مدارسهم والحياة كانت جيدة».
وأشار أبوبكر إلى أنه كان يعمل مدير مدرسة ثانوية في السودان، لكنه فقد عمله وكل مقومات الاستقرار بعد الحرب: «أصبحنا مشردين، هناك من في السودان في أماكن آمنة، ومن في مصر، وآخرون في أماكن أخرى».
وأضاف أنه جاء إلى القاهرة مع أسرته، وأقام في منطقة الطوابق ومنشية البكاري بفيصل، لافتًا إلى أنه حاول العمل خلال فترة وجوده في مصر: «عملت محاسبًا في جزارة يمتلكها سودانيون عند قدومي».
وعن معاملة المصريين، قال أبوبكر إن التجربة كانت متفاوتة: «بعض الناس يشتموننا على الفور، ويقولون إننا سبب ارتفاع الإيجارات، لكن هناك آخرين يعاملوننا بشكل جيد ويقولون إن الحرب والظروف الاقتصادية هي السبب».
وأكد أن مبادرة العودة المجانية كانت الحل الأمثل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودانيون، مضيفًا: «لولا المبادرة لم نكن نستطيع العودة، التكلفة كانت عالية جدًا».
وأكد مصدر لـ «إقرأ نيوز» أن هناك قطارًا إضافيًا سيغادر يوم الجمعة المقبل، ليصبح بذلك عدد القطارات التي تحركت خلال هذا الأسبوع ثلاثة قطارات، مع توفير التذاكر مجانًا بالكامل، دعمًا لهم وتخفيفًا للأعباء المالية خلال تنقلاتهم.