تحتفل محافظة القليوبية في 30 أغسطس من كل عام بعيدها القومي، والذي يتزامن مع افتتاح القناطر الخيرية في عام 1868، مما يعني مرور 157 عامًا على إنشائها، حيث تلعب هذه القناطر دورًا حيويًا في التحكم في مياه النيل التي تروي محافظات الدلتا بشكل كامل، إذ تتفرع منها ثلاثة رياحات هي البحيري والمنوفي والتوفيقي.
القليوبية تحتفي بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.
شعار محافظة القليوبية يتكون من سنبلتين وقناطر وترس، حيث يعكس هذا الشعار الأنشطة المميزة للمحافظة، فالسنبلتان ترمزان إلى الإنتاج الزراعي الذي تشتهر به المنطقة من محاصيل وخضروات وفواكه، بينما تشير القناطر إلى وفرة المياه ودورها في التحكم بمياه النيل، أما الترس فيرمز إلى المصانع العديدة الموجودة في المحافظة، مثل شبرا الخيمة والعبور والخانكة وقليوب وبنها وقها.
القليوبية تحتفي بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.
علق الدكتور محمود منصور هيبة، أستاذ الإعلام بكلية التربية النوعية ببنها، على اختيار يوم افتتاح القناطر الخيرية كعيد قومي، مشيرًا إلى أن القناطر تعتبر واحدة من أروع الآثار المصرية الحديثة التي شيدها محمد علي باشا، وهي تُعد من أبرز المعالم في مجال هندسة الري، حيث يزورها الآلاف من السياح العرب والأجانب سنويًا، كما أنها تمثل وجهة مفضلة للشباب وطلاب المدارس، ويحرص المصريون من جميع الطبقات الاجتماعية على زيارة هذه المنطقة للترويح عن أنفسهم.
القليوبية تحتفي بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.
أضاف هيبة أن محمد علي، والي مصر في ذلك الوقت، لم يكن يعرف أن القناطر ستكون وجهة محببة للمصريين من مختلف الفئات، حتى أنه كان هناك استراحة للملك فاروق واستراحة شهيرة للرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي كان يقيم بها بشكل شبه دائم، وقد شهدت الكثير من القرارات المهمة والاجتماعات السرية خلال عهده، مشيرًا إلى أن القناطر تبقى شاهدًا على عظمة محمد علي في مجال الري وتقديره لكل قطرة مياه منحها النيل.
أوضح الدكتور هشام إبراهيم، باحث في علم المصريات، أن القناطر الخيرية بالقليوبية تُعتبر واحدة من أعظم إنجازات الري في تاريخ مصر الحديث، إذ تشكل حجر الأساس لنظام الري الحديث في الوجه البحري، بالتوازي مع قناطر إسنا في صعيد مصر، وقد تم إنشاؤها لتنظيم مياه نهر النيل عند تفرعه إلى فرعي دمياط ورشيد، مما يسمح برفع مستوى المياه وتوزيعها على ثلاثة ترع كبرى لري دلتا مصر على مدار العام، وهو ما ساهم في تحسين جودة الزراعة وجعلها ممكنة طوال السنة، وليس فقط في موسم الفيضان.
القليوبية تحتفي بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.
أكد إبراهيم أن الهدف الرئيسي من إنشاء القناطر كان توفير مياه شرب كافية للقاهرة، بالإضافة إلى ري الأراضي الزراعية، لكنها تحولت إلى منطقة تحتوي على مساحات واسعة من الحدائق والمتنزهات، مما يجعلها متنزهًا مهمًا للمصريين والسياح على حد سواء، بفضل مناخها الجميل ومناظرها الطبيعية الخلابة.
وأشار المهندس خالد إبراهيم، مدير عام ري القناطر الخيرية، إلى أن القناطر وحدائقها الواسعة تتألق بفضل جهود رجال ومهندسي وعمال وزارة الري وإدارة ري القناطر، الذين يسعون لإعادة رونق المناظر الجميلة والأشجار النادرة التي تجذب الأسر والمواطنين للاستمتاع بها، مضيفًا أن هناك فريق عمل مسؤول عن إدارة ونظافة وصيانة وتأمين الحدائق في المناسبات المختلفة.
القليوبية تحتفي بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.
أوضح أن حدائق القناطر تستقبل المواطنين والأسر، خاصة في الأعياد والمناسبات العامة، للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة والخلابة التي تضمها، والتنزه على ضفاف نهر النيل العظيم في أجواء عائلية، بالإضافة إلى وجود الملاهي الشعبية التي تحتويها الحدائق، مشيرًا إلى أن الحدائق تضم نحو عشرة حدائق تقع على مساحة 80 فدانًا، منها حديقتان قيد التطوير هما «الجامع والتوفيق الخلفية»، مما يجعلها تحتضن أكبر مساحة حدائق خضراء في جمهورية مصر العربية، وتحتوي هذه الحدائق على أندر أنواع الأشجار التاريخية التي استوردها محمد علي باشا من البرتغال وزرعها في القناطر، ما جعلها معلمًا تاريخيًا يقصده السياح من جميع أنحاء العالم.
القليوبية تحتفي بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.
تابع: «تتميز القناطر الخيرية أيضًا بوجود متحفين، أحدهما متحف الري الذي يضم جميع وسائل الري والمنشآت المائية على نهر النيل منذ إنشاء القناطر، مثل الشادوف والساقية والطلمبات وغيرها، والمتحف الآخر هو مركز الثقافة للعلوم الذي يتضمن جميع التجارب العملية المتعلقة بالمياه، ويأتي إليه جميع طلاب المدارس لمشاهدتها على الطبيعة وبشكل عملي»
القليوبية تحتفى بعيدها الـ١٥٧ لافتتاح القناطر الخيرية.