تحوّل مشروب الماتشا الياباني خلال السنوات الأخيرة من تقليد ثقافي إلى ظاهرة عالمية تجذب عشاق الصحة واللياقة في كل مكان، فبفضل احتوائه على مضادات أكسدة قوية وأحماض أمينية تعزز النشاط الذهني والبدني، أصبح الماتشا جزءاً أساسياً في قوائم الطعام الصحية والمقاهي العالمية.
ومع تزايد شعبيته، بدأ خبراء التغذية في التحذير من بعض الآثار الجانبية غير المتوقعة لهذا المشروب الأخضر، والتي قد تؤثر بشكل خاص على مستويات الحديد في الجسم، وذلك وفقاً لموقع مجلة «People».
مشروب تقليدي أصبح ظاهرة عالمية:
الماتشا هو مسحوق ناعم يُحضّر من أوراق الشاي الأخضر ويُخفق مع الماء الساخن ليُنتج مشروباً رغويًا مميزًا، وعلى الرغم من جذوره العميقة في الثقافة اليابانية منذ قرون، إلا أن العقد الماضي شهد انتشاراً واسعاً له على مستوى العالم، حتى أن بعض الخبراء يتوقعون حدوث نقص في المعروض بسبب الطلب المتزايد.
ورغم فوائده العديدة، تكشف الأبحاث الحديثة أنه قد يقلل من امتصاص الحديد في الجسم، حيث توضح أخصائية التغذية سارة مارتيل أن احتواء الماتشا على مركبات «التانينات» وهي من البوليفينولات الموجودة أيضًا في الشاي التقليدي وبعض الفواكه والمكسرات قد يعيق امتصاص الحديد غير الهيمي المستمد من الأطعمة النباتية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم مع الاستهلاك المفرط.
يحذر الخبراء من أن بعض الفئات قد تكون أكثر حساسية لتأثير الماتشا على الحديد، وتشمل:
– النساء الحوامل، نظرًا لزيادة حاجتهن للحديد لدعم نمو الجنين، – النباتيين والنباتيين الصرف، لاعتمادهم على الحديد غير الهيمي، – المراهقين والشباب في فترات النمو، – النساء في سن اليأس، اللواتي ترتفع لديهن احتمالية نقص الحديد.
يمكن أن يؤدي استمرار هذه المشكلة دون متابعة إلى الإصابة بفقر الدم، الذي تظهر أعراضه في شكل إرهاق مزمن وضعف التركيز وضيق التنفس.
التوازن بين الفوائد والمخاطر
على الرغم من هذه المخاوف، يظل الماتشا مشروبًا صحيًا له العديد من المميزات، أبرزها احتواؤه على مضادات الأكسدة، والحمض الأميني إلثيانين الذي يمنح صفاء ذهنيًا وهدوءًا نفسيًا، بالإضافة إلى الكافيين الذي يمد الجسم بطاقة متوازنة دون التوتر المصاحب لتناول القهوة.
نصائح الخبراء لتناوله بأمان
قدمت أخصائية التغذية عدة إرشادات لتقليل مخاطر الماتشا على امتصاص الحديد، منها:
1- تجنب تناوله مع الوجبات الرئيسية، ويفضل شربه بعد ساعة على الأقل من تناول الطعام الغني بالحديد، 2- الاعتدال في الكمية، والاقتصار على كوب واحد يوميًا، خصوصًا لمن لديهم تاريخ مع نقص الحديد، 3- تنويع مصادر الحديد، من خلال الخضراوات الورقية، البقوليات، البذور، واللحوم، 4- الاستعانة بالمكملات عند الحاجة، لكن تحت إشراف طبي.
اطلع أيضا: