في زحمة الحياة اليومية المليئة بالتحديات والضغوط، قد نغفل عن واحدة من أبسط العادات الصحية التي لها تأثير كبير، وهي شرب كمية كافية من الماء، إذ يعتبر الماء عنصرًا أساسيًا للحفاظ على وظائف جسم الإنسان، وتظهر الأبحاث الحديثة الدور العميق للمياه في تعزيز الصحة النفسية وإدارة التوتر.
وقد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة «ليفربول جون موريس» أن نقص السوائل يرتبط بزيادة استجابة الجسم لهرمون التوتر الكورتيزول، حيث أوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يستهلكون أقل من 1.5 لتر من السوائل يوميًا، لديهم استجابة أعلى للكورتيزول بنسبة تفوق 50% مقارنة بمن يشربون الكمية الموصى بها، مما يزيد من احتمالية تعرضهم لمشكلات صحية مثل الاكتئاب، ومرض السكري، وأمراض القلب.
ووفقًا لتقرير بموقع «NDTV»، فإن الترطيب الجيد لا يؤثر فقط على الجسد، بل يمتد تأثيره ليشمل الهضم والدورة الدموية، ووظائف الدماغ، ومستويات الطاقة، وجودة النوم، فالجفاف قد يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل التعب، والصداع، وضعف التركيز، والتقلبات المزاجية.
كيف يساعدك شرب الماء في تقليل التوتر وتحسين حالتك النفسية؟
1- تنظيم هرمونات التوتر
شرب الماء بانتظام يدعم التوازن الهرموني، خصوصًا هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر، وفي حال حدوث الجفاف، يختل هذا التوازن، مما يزيد من شدة الاستجابة للضغوط النفسية ويجعل السيطرة عليها أصعب.
2- تعزيز وظائف الدماغ
يتكون الدماغ بنسبة تقارب 75% من الماء، لذا فإن أي نقص في الترطيب يؤثر مباشرة على التركيز، والذاكرة، واتخاذ القرار، والحفاظ على الترطيب يحافظ على نشاط الذهن ويقلل من التعب العقلي.
3- تحسين المزاج العام
تشير دراسات إلى أن الجفاف يرتبط بزيادة مشاعر القلق والانفعال، بينما يساعد الترطيب الجيد على دعم استقرار النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، وهما عنصران مهمان في تحسين المزاج.
4- رفع مستويات الطاقة
قلة شرب الماء تؤدي غالبًا إلى الإرهاق، مما قد يزيد من التوتر ويضعف القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة، بينما يساهم الترطيب المستمر في الحفاظ على مستوى طاقة ثابت ومتين.
5- تحسين جودة النوم
الترطيب الجيد خلال النهار مع تجنبه قبل النوم مباشرة يساعد في الحصول على نوم عميق ومريح، مما يقلل من حساسية الجسم للتوتر ويحسن الاستجابة العاطفية.
6- الوقاية من الصداع الناتج عن التوتر
يعتبر الجفاف من أبرز مسببات الصداع والصداع النصفي، وهو ما قد يزيد من الإحساس بالتوتر، لذا فإن شرب الماء بانتظام يساعد في تقليل حدوث هذه الأعراض المزعجة.
7- التحكم في درجة حرارة الجسم والاسترخاء
يساهم الماء في تنظيم حرارة الجسم من خلال التعرق والدورة الدموية، وعندما يصاب الجسم بالجفاف، تزداد فرص الشعور بعدم الراحة، والأرق، والتوتر.
8- دعم الهضم وصحة الأمعاء
ترتبط صحة الدماغ بالأمعاء عبر محور الأمعاء-الدماغ، مما يجعل أي اضطراب هضمي مصدرًا للتوتر، حيث أن الجفاف قد يؤدي إلى الإمساك أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، بينما يدعم الترطيب انتظام الهضم ويخفف من الضغوط المرتبطة به.
9- زيادة القدرة على التأقلم مع الضغوط
جسم رطب يعني أداء أفضل، سواء في المجهود البدني أو في التعامل مع التوتر العاطفي، فالتروية الجيدة تضمن وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ والعضلات بكفاءة.
10- تعزيز الوعي والعادات الصحية
اتباع عادة شرب الماء بانتظام يعد ممارسة واعية تشجع على أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم، مما يساعد الجهاز العصبي على الاسترخاء، ويعزز عادات روتينية تعزز الرفاه النفسي.