تحتفل المكسيك هذا العام بمرور 215 عامًا على بداية استقلالها، ومنذ عام 1810، سعت البلاد لإقامة دولة حرة ذات سيادة ديمقراطية، قائمة على العدل والاحترام والتضامن.
على مدار القرنين الماضيين، عمل المكسيكيون على بناء دولتهم التي نالت إعجاب العالم بفضل هويتها النابضة بالحياة، وثقافتها الغنية، والتزامها القوي بالسلام والتعددية.
وفي هذا السياق، تشير السفيرة ليونورا رويدا، سفيرة المكسيك في القاهرة، إلى أن مصر والمكسيك تحتفلان هذا العام بمرور 67 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية، حيث تعكس هذه العلاقة الاحترام المتبادل، والتشابه التاريخي، والحوار المستمر، مما يعكس أوجه التقارب العميقة بين الحضارتين القديمتين.
كما أكدت أن الدبلوماسية تظل واحدة من أهم أدوات العلاقات الثنائية، موضحة: “على سبيل المثال، في العام الماضي فقط، شهدنا تدفقًا كبيرًا من التبادل الثقافي، بدءًا من عروض الأفلام والفنون المرئية، وصولًا إلى الأعمال الأدبية والموسيقية، بالإضافة إلى التعاون الثقافي، مثل تسليم الجمعية المكسيكية لعلم المصريات مقبرة طيبة تيبانا 39، واحتفالية يوم الموتى، والمعرض الفني بوابات الشمس، الذي يعكس حيوية وتنوع الأجندة الثقافية”
وأضافت في بيان لها أن ذروة التعاون الثقافي كانت بإتمام النسخة الثالثة لمسابقة ترجمة الأدب المكسيكي إلى العربية بنجاح، التي نظمها المركز القومي للترجمة، حيث تعزز هذه المبادرة ليس فقط التبادل اللغوي، بل تفتح أيضًا نافذة للتعرف على روح المكسيكيين من خلال الإبداع، وقد وقع الاختيار هذا العام لترجمة أحد أعمال الأدب الكلاسيكي “كانك” للكاتب إيميلو ابرو جوميز.
وتابعت: “نؤمن بأن العمل الثقافي يعتمد على الإيمان المشترك بقدرة الثقافة على تعزيز الفهم وبناء جسور دائمة بين الشعوب، لذا نواصل الاستثمار في التعاون الفني والتعليمي، بما في ذلك ترجمة الأعمال الأدبية وتشجيع دراسة اللغة الإسبانية في مصر”
كما أضافت السفيرة: “تفتخر المكسيك بكونها المستثمر الأكبر من أمريكا اللاتينية في مصر، فهناك شركات مكسيكية مثل سيمكس مصر، التي من خلال دعمها نستطيع إقامة العديد من أنشطة التعاون الثقافي والاجتماعي، مما يؤكد أن المسؤولية التجارية تسير جنبًا إلى جنب مع المسؤولية المجتمعية”
وأشارت إلى أن شركة “بوليميروس مكسيكانوس” تستمر في تعزيز أعمالها لإنتاج مكونات البلاستيك في الإسكندرية، بينما تساهم شركة “أكواليا”، وهي شركة مكسيكية إسبانية في إدارة المياه، بالإضافة إلى شركات مثل “روهربومبن”، الرائدة في صناعة المضخات، وشركة كيدزانيا القاهرة، حيث تم تطوير مشاريع مشتركة ناجحة بين البلدين.
كما لفتت السفيرة إلى الفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار في المكسيك، حيث طورت شركة “بيكو / كايرون” تحالفًا ناجحًا بين القطاعين العام والخاص مع شركة “بتروليروس مكسيكانوس” للتنقيب في حقول البترول، وفي الوقت نفسه تساهم شركة السويدي في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
تابعت: “تستمر المفاوضات لتطوير العلاقات التجارية في مختلف القطاعات بحثًا عن أفضل الأسعار للمستهلكين في كلا الدولتين”
وعلى المستوى السياسي، أكدت السفيرة أن آلية المشاورات السياسية توفر تبادل الآراء بشكل منتظم حول القضايا الدولية المهمة مثل التغير المناخي، والهجرة، ونزع السلاح، وإرساء السلام، حيث تقف المكسيك ومصر معًا في عالم مليء بالتحديات للدفاع عن القانون الدولي والتعددية.
وأضافت: “كسفيرة للمكسيك في مصر، يسعدني أن أعبر عن عميق امتناني لكل شركائنا المصريين من هيئات وفنانين ودارسين وشركات وأصدقاء، لثقتهم وتعاونهم”
وختمت: “كما أود أن أعرب عن اعتزازي بخدمة المجتمع المكسيكي في مصر، الذي يشارك بشغف وإحساس بالهوية لتحويل كل مناسبة قومية إلى لحظة فخر، لنواصل السير معًا، مصريين ومكسيكيين، مدعومين بقوة تراثنا ورؤيتنا نحو مستقبل أكثر عدلًا وشمولية”