على بُعد ٤٥ كيلومترًا من مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، تعيش نحو ٢٠ أسرة في تجمع سكني بسيط يتكون من «عشش خشبية» على جانب الطريق الساحلي، حيث يواجهون قسوة الحياة منذ سنوات طويلة بعد أن استقروا في هذه المنطقة لممارسة مهنة الصيد التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد، وعلى الرغم من مرور كل هذه السنوات، لا تزال هذه الأسر محرومة من أبسط مقومات الحياة، وأهمها الحصول على مياه الشرب بشكل منتظم.

قال محمود سعيد، أحد أهالي وادي القويح، لـ«إقرأ نيوز»، إنهم يعتمدون على بونات تصدر لهم من مدينة القصير لنقل مياه الشرب من منطقة الحمراوين، بتكلفة تصل إلى نحو ٣٥٠ جنيهًا مقابل ١٤ طنًا من المياه كل أسبوعين لتلبية احتياجاتهم اليومية، وهو ما يثقل كاهلهم بمصاريف إضافية لا تتناسب مع دخولهم المحدودة، بالإضافة إلى عدم انتظام مواعيد وصول سيارة المياه.

وأضاف: «لا نطلب المستحيل، إنما نناشد المسؤولين بتقليل مدة الحصول على مياه الشرب من أسبوعين إلى مرة كل أسبوع، بما يضمن وصول المياه لنا بانتظام، خاصة أن حياتنا اليومية ومعيشتنا تعتمد بشكل أساسي على توفر المياه سواء للشرب أو الاستخدامات الضرورية الأخرى»

وأكد عدد من أهالي الكيلو ٤٥ أنهم رغم المعاناة لم يغادروا المكان منذ سنوات طويلة، وظلوا متمسكين به لارتباطهم بالبحر الأحمر الذي يوفر لهم مصدر رزقهم من الصيد، لكنهم في الوقت ذاته ينتظرون لفتة إنسانية من الجهات المختصة لإنهاء أزمتهم الممتدة منذ سنوات، مطالبين بسرعة استجابة الأجهزة المعنية لمطالبهم، والعمل على إيصال خدمة مياه الشرب إليهم كل أسبوع، مثل باقي التجمعات السكنية.

وتابع أحد الصيادين من سكان التجمع: «نعيش هنا منذ عشرات السنين، حياتنا كلها مرتبطة بالبحر نخرج للصيد يوميًا، لكننا نعود إلى بيوتنا من العشش الخشبية بلا مياه، الأطفال والنساء يعانون، ونضطر أحيانًا لترشيد كل نقطة ماء حتى تكفي للشرب فقط، أما الغسيل والاستخدامات الأخرى فهي معاناة مضاعفة، وكل أسبوعين ننتظر سيارة المياه، وإذا تأخرت لأي سبب ندخل في أزمة حقيقية، نحن لا نطلب رفاهية، فقط نريد خط مياه يصل إلينا مثل باقي الناس حتى نشرب»

وأشار إلى أنهم استقروا في هذا الموقع لارتباطه بمناطق الصيد القريبة من الشاطئ، وقد ساهموا في تزويد الأسواق المحلية بالأسماك الطازجة التي يعتمد عليها سكان البحر الأحمر، مؤكدين أن مطلبهم الوحيد هو توفير سيارة مياه شرب أسبوعيًا بدلًا من معاناة النقل المستمرة والاعتماد على بونات مؤقتة، خاصة أن الحياة في العشش الخشبية وسط الصحراء، بلا مياه ولا خدمات، لم تعد تُحتمل، في ظل موجات الحر المتكررة والاحتياجات المتزايدة للأسر والأطفال.

وحسب ما رصدته «إقرأ نيوز»، يستقر نحو ٢٠ أسرة في تجمع سكني بسيط منذ سنوات طويلة، ويتكون من عشش متواضعة تواجه الشمس والرياح، يحيط بها البحر من جهة والصحراء من أخرى، ويعيش فيها رجال ونساء وأطفال، اختاروا أن يرتبطوا بمهنة الصيد في البحر الأحمر التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، رغم قسوة الظروف وانعدام أبسط مقومات الحياة.