أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه سيتم إدراج مادة الذكاء الاصطناعي ضمن منهج الصف الأول الثانوي اعتبارًا من العام المقبل، حيث لن تُحتسب هذه المادة ضمن المجموع، بل ستكون مادة نجاح ورسوب.
ووفقًا لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، سيتلقى طلاب الصف الأول الثانوي بنظام البكالوريا خلال العام الدراسي ٢٠٢٥/٢٠٢٦ المواد الأساسية التي تشمل اللغة العربية، التاريخ، الرياضيات، اللغة الأجنبية الأولى، الفلسفة والمنطق، والعلوم المتكاملة.
بالإضافة إلى ذلك، سيدرس الطلاب مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية، البرمجة، الذكاء الاصطناعي، وعلوم الحاسب، مع ضرورة تحقيق نسبة نجاح تصل إلى ٧٠٪.
كما وافق مجلس الوزراء على تعاقد وزارة التربية والتعليم مع شركة sprix inc اليابانية لتوفير منصة (QUREO) المتخصصة في البرمجة والذكاء الاصطناعي للمرحلة الثانوية.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود تطوير منظومة التعليم الثانوي، ومواكبة التطورات العالمية في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع اعتماد أفضل الأطر العلمية العالمية لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي.
وقد تم الإشارة إلى أن منصة (QUREO) تتميز بنظام تقييم (TOFAS) الذي يتوافق مع المعايير الدولية لإطار (CFRP) والمستخدم في العديد من الدول.
وأكد محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن هذه الخطوة تأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواكبة أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا البرمجة والذكاء الاصطناعي، وتوفيرها لطلاب المرحلة الثانوية، كما أن هذه البرامج متوافقة مع المناهج اليابانية، ويعتبر الحصول عليها إحدى ثمار زيارة رئيس مجلس الوزراء الأخيرة لليابان.
وشارك وزير التربية والتعليم في فعاليات المنتدى العربي السنوي الأول للذكاء الاصطناعي، الذي يُعقد تحت رعاية الدكتور أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وتنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وأكد الوزير أن الدولة المصرية تتبنى استراتيجيات وطنية تهدف إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل التعليم، الصحة، الصناعة والخدمات الحكومية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتطوير الأداء المؤسسي، وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تولي اهتمامًا بالغًا بالذكاء الاصطناعي كأحد الركائز الأساسية لتطوير التعليم وإعداد أجيال قادرة على مواجهة المستقبل.
وأوضح الوزير أن الوزارة أجرت دراسة شاملة حول تجارب بعض الدول الرائدة في تدريس الذكاء الاصطناعي في التعليم الأساسي، واستخلاص أبرز الممارسات الناجحة التي يمكن الاستفادة منها لإدخال مناهج الذكاء الاصطناعي في المدارس المصرية، وقد انتهت الدراسة إلى بلورة النقاط الرئيسية التي تشمل الوعي المبكر بأهمية الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة لنهضة المستقبل، والاهتمام بدمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي في مراحل تعليمية متعددة، مما يؤهل الطلاب للالتحاق بالتعليم العالي لضمان بناء قاعدة معرفية واسعة، والتركيز على الجوانب التطبيقية للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إدراك أهمية تأهيل وتدريب الكوادر البشرية في هذا المجال، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية، والمختبرات المتخصصة، والعناية بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته الاجتماعية.
وقال الوزير إنه في ظل هذه الطفرة التي يشهدها العالم في الذكاء الاصطناعي في شتى مناحي الحياة، عزمت الوزارة على تطبيق برامج متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبرمجة، تستهدف تعليم أساسيات البرمجة بطريقة سهلة وممتعة، مما يساعد على ترسيخ الفهم بين المعلمين وطلاب المدارس.
وأوضح الوزير أن الوزارة تولت إعداد مصفوفة المعايير والمؤشرات الخاصة بمادة الذكاء الاصطناعي لمرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، ودمج مناهج تقنية الذكاء الاصطناعي في بعض الصفوف الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي اعتبارًا من العام الدراسي (٢٠٢٥/٢٠٢٦) مع التأكيد على الاستمرار في تدريس مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث تعتبر علوم الذكاء الاصطناعي جزءًا من علوم الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وتابع الوزير أن الوزارة تتولى إعداد المعلمين والخبراء المتخصصين في البرمجة باعتبارهم الأساس في تطوير العملية التعليمية، مشيرًا إلى إعداد وتجهيز البنية التحتية التكنولوجية، المتمثلة في معامل التطوير التكنولوجي لتدريس مناهج الذكاء الاصطناعي.
وأشار الوزير إلى أن فعاليات هذا المنتدى تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية لتطوير منظومتنا التعليمية، وتوفير فرص تعليمية متكافئة حديثة لأبنائنا في كل ربوع الوطن العربي، تكون قادرة على مواكبة التحولات العالمية، وتعزيز قدرات أبنائنا على التفكير النقدي، والإبداع، والتفاعل مع أدوات العصر الرقمي بكفاءة واقتدار.
يُذكر أن أهداف المنتدى تركز على تحويل رؤية الذكاء الاصطناعي العربية إلى واقع عملي، وبناء إطار عربي مشترك لتطوير الذكاء الاصطناعي بما يضمن احترام القيم والثقافة والأخلاقيات العربية، وتعزيز التعاون والشراكات لتقوية الروابط بين الدول العربية ومع رواد الذكاء الاصطناعي عالميًا، وتمكين الأفراد من خلال التعليم وبناء المهارات، ودمج الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات وبرامج التدريب، وبناء بنية تحتية رقمية قوية ونماذج لغوية عربية قائمة على الذكاء الاصطناعي، ودفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال الابتكار في الذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الناشئة والخدمات الذكية وخلق فرص عمل جديدة، فضلًا عن حماية السيادة الرقمية والأمن السيبراني لضمان الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي ومكافحة التضليل الرقمي.