علًق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على تصريحات الحكومة التي تسعى لتقليص استهلاك المياه للفرد من 250 لترًا إلى 150 لترًا يوميًا.
وكتب عباس شراقي عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»: «ما المقصود بترشيد استهلاك المياه من 250 إلى 150 لتر/يوم للفرد؟»
وتابع في منشوره: أثارت التصريحات الأخيرة حول هدف الحكومة بتقليص استهلاك الفرد من المياه مخاوف البعض من إمكانية إصدار قرارات قد تحد من الاستخدامات المنزلية الحالية
وأشار أستاذ الجيولوجيا إلى أن الاستهلاك المنزلي عالميًا يعد ضئيلًا مقارنة بالزراعة والصناعة، حيث يمثل حوالي 10% من إجمالي الاستخدامات المائية، بينما تذهب النسبة الأكبر إلى الزراعة، والتي تصل إلى 50% في الدول الصناعية وأكثر من 90% في الدول النامية، وفي مصر تصل إلى 80%.
وأوضح «شراقي»: تضخ مصر سنويًا حوالي 11.1 مليار م3 في شبكات مياه الشرب، من نحو 3050 محطة مياه، بمتوسط 100 م3 لكل فرد سنويًا لعدد سكان يقدر بـ 110 مليون نسمة، بمعدل استهلاك يومي يبلغ 274 لتر، رغم أن هناك العديد من القرى المصرية تعتمد على المياه الجوفية «طلمات»، مما يؤدي إلى استهلاك مرتفع مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يتراوح بين 100 إلى 150 لتر
وأردف: الواقع أن ما يصل إلى المواطن قد يكون أقل من 100 لتر يوميًا، حيث يفقد حوالي 25% منها بسبب التسريبات في مواسير المياه نتيجة وجود كسر أو تهالك الشبكة، بالإضافة إلى استخدام كميات أخرى في البناء وري بعض الحدائق الصغيرة وغسيل السيارات والهدر المنزلي
واختتم أستاذ الجيولوجيا بالقول: تسعى الدولة من خلال جهودها لتحسين كفاءة استخدام المياه المتاحة في ظل محدودية الحصة السنوية من المياه والنمو السكاني المتزايد إلى زيادة وعي المواطن بأهمية ترشيد الاستهلاك في المزارع والمنازل والمصانع، وتحسين كفاءة شبكة مياه الشرب وتوزيعها، وتنفيذ خطط الإحلال والتجديد لتقليل الفواقد، بحيث يصبح الاستهلاك اليومي للفرد 150 لترًا دون التأثير على الاستهلاك الفعلي للمواطن