في لحظة إنسانية مميزة، شهد مسجد الميناء الكبير في مدينة الغردقة يوم الأحد حدثًا فارقًا في حياة ألبرت، الرجل الذي عاش أكثر من 65 عامًا في الأرجنتين، ليبدأ هنا فصلًا جديدًا مليئًا بالإيمان والانتماء، فقد أعلن اعتناقه الإسلام واختار اسم “محمد” ليكون اسمه الجديد، وكأنما وُلد من جديد في يوم ميلاده الخامس والستين بروح مفعمة بالأمل.

لم يكن هذا الحدث عاديًا، حيث تجمع العشرات من المصلين الذين ارتسمت على وجوههم معالم الفرح والدعاء في مسجد الميناء الكبير، بينما علت تكبيرات التهليل في أرجاء هذا المسجد التاريخي المطل على الميناء السياحي، وقد جسّد المشهد الرحلة الطويلة التي قد يخوضها الإنسان بحثًا عن اليقين الذي يجلب له الطمأنينة والسكينة.

ظهر ألبرت، القادم من أمريكا اللاتينية، متأثرًا بشدة وهو يردد الشهادتين بصوت مرتعش، بينما دمعت عيناه أمام الحضور الذين تبادلوا معه التهاني والاحتفاء، مؤكدين أن الإسلام هو رسالة سلام ورحمة تصل إلى القلوب بغض النظر عن المسافات الثقافية والجغرافية.

قال حسام محمود، إمام وخطيب المسجد: “اليوم شهدنا ميلادًا جديدًا لرجل اختار الإسلام بإرادته الحرة، ليبدأ صفحة جديدة في حياته، ومن الجميل أن يتزامن يوم ميلاده مع بداية هذه الحياة الجديدة تحت اسم محمد”.

تحول الموقف إلى احتفال بسيط، حيث قدم الأهالي التهاني والهدايا الرمزية، في مشهد يعكس روح الأخوة الإنسانية التي تجمع بين الناس رغم اختلاف ألوانهم وأوطانهم، لتكون القصة شهادة حية على أن العمر لا يُقاس بعدد السنين، بل باللحظات الفاصلة التي تغيّر المصير، ولعل من مسجد الميناء في الغردقة يبدأ ألبرت، القادم من الأرجنتين، رحلة عمر جديدة تحمل اسمًا واحدًا، هو محمد.