على شاطئ البحر الأحمر، وسط مدينة الغردقة، يبرز مسجد الميناء الكبير كأحد أكبر وأجمل المساجد في المحافظة، فهو لا يتميز فقط بمساحته الواسعة التي تستوعب 7 آلاف مصلٍ، أو بمئذنتيه اللتين ترتفعان إلى 60 مترًا، بل يعد أيضًا مركزًا ثقافيًا إسلاميًا يستقبل الزوار من مختلف الجنسيات، حيث يستقطب المسجد الآلاف من أهالي الغردقة والزائرين، بالإضافة إلى مئات السائحين يوميًا ضمن جولات “السيتي تور” السياحية، ليقدم لهم لمحة عن تعاليم الإسلام وسماحته بفضل أئمة يجيدون التحدث بعدة لغات.
شُيِّد مسجد الميناء الكبير عام 2006 بتصميم معماري إسلامي فريد، يجمع بين الفخامة والروحانية، ويحتوي على 35 قبة تتنوع في أحجامها، مما يمنحه طابعًا معماريًا مميزًا، وقد أصبح منذ عام 2013 واحدًا من أهم المزارات السياحية في الغردقة بقرار رسمي.
شهد المسجد في السنوات الأخيرة إقبالًا متزايدًا من السائحين، حيث أصبحت زيارة المساجد الشهيرة جزءًا من البرامج السياحية المنظمة، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا، إذ اقتصرت الجولات على الساحة الخارجية للمسجد، ويحظى السائحون خلال زيارتهم بتجربة ثقافية شاملة تشمل التعرف على تعاليم الإسلام، والاستماع إلى شرح حول تاريخ المسجد وتصميمه المعماري وسعته وطقوس العبادة فيه.
الدكتور حسام محمود، إمام وخطيب المسجد، أكد أن المسجد يقدم تجربة ثقافية متكاملة لزواره، حيث يحتوي على مكتبة إسلامية تضم العديد من الكتب والمطبوعات التي تشرح سماحة الإسلام وتعاليمه بمختلف اللغات، كما يمكن للسائحين الحصول على كتب وكتيبات وأقراص مدمجة مجانًا، تتناول مواضيع متنوعة عن الدين الإسلامي، وعند دخول السائحات للمسجد، يُوفَّر لهن «الإسدال»، وهو رداء محتشم بألوان وأحجام مختلفة، يتم توزيعه من خلال مكتب خدمة السائحين الموجود بساحة المسجد، حيث يحرص المسؤولون على توفير بيئة مناسبة للزيارة، تتيح للسائحات ارتداء الزي المحتشم قبل دخول المسجد.
كما يتميز مسجد الميناء الكبير بوجود أئمة ومرشدين سياحيين يتحدثون بعدة لغات، مثل الإنجليزية والألمانية والروسية، حيث يقومون بالرد على استفسارات السياح، وتقديم معلومات عن الإسلام وثقافته، في تجربة تثقيفية فريدة تمتد بين 20 إلى 30 دقيقة، يحصل خلالها الزائر على صورة واضحة عن المسجد ودوره الديني والثقافي.
يبلغ ارتفاع مئذنتي المسجد 60 مترًا، مما يجعلهما الأعلى في الغردقة، كما يتميز المسجد بساحته الواسعة التي تعد أحد المواقع الرئيسية لصلاة العيدين والمناسبات الدينية، وقد تجاوزت تكلفة بنائه 40 مليون جنيه، بتمويل مشترك بين جمعية المستثمرين وأهالي المدينة ومحافظة البحر الأحمر ووزارة الأوقاف، ولا يقتصر دور مسجد الميناء الكبير على كونه دارًا للعبادة فقط، بل أصبح رمزًا حضاريًا يعكس روح التسامح والانفتاح، وجزءًا من المشهد السياحي في الغردقة، حيث يجمع بين المكانة الدينية والروعة المعمارية، ويقدم تجربة فريدة للسائحين تعزز من فهمهم للإسلام وثقافته.
مسجد الميناء الكبير – صورة أرشيفية
مسجد الميناء الكبير – صورة أرشيفية
مسجد الميناء الكبير – صورة أرشيفية
مسجد الميناء الكبير – صورة أرشيفية
– صورة أرشيفية.