في رابع جلسات الهيئة الوطنية للصحافة، وبتوجيهات من رئيس الجمهورية، اختتمت الحلقة النقاشية التي تناولت مجموعة من الأفكار والتوصيات التي أثرت ورقة المحتوى وأضفت عليها مزيدًا من الإلهام، وذلك بمشاركة عدد من شيوخ المهنة وكبار الكتّاب.

تم الاتفاق على أن الإعلام بشكل عام والصحافة بشكل خاص ليستا ترفًا، بل ضرورة ملحة في ظل الظروف الحالية إقليميًا ودوليًا، كما أن الصحافة تمثل رسالة وطنية تتطلب دعم الجميع، وأكد الحضور أن الصحافة الورقية لا تزال تتمتع بمصداقيتها وتأثيرها، حيث تحافظ على مكانتها لدى القارئ المصري، وأشاروا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الورقية هي الإعلام الرقمي والسوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي، حيث يجب التعامل مع هذه الوسائل كجزء من أدوات دعم الرسالة الصحفية، مما يساعد في توسيع نطاق وصول ما تنشره الصحافة التقليدية، وشددوا على أهمية تطوير المؤسسات الصحفية لقدراتها وإمكاناتها التكنولوجية، والارتقاء بالبنية التحتية اللازمة لذلك.

وأكد الحضور أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لدعم الصحافة ورسالتها، وهناك طريقتان للتطوير، الأولى تتمثل في ضمان زيادة مساحة حرية الرأي كما أكد الرئيس، وأن تكون الصحافة القومية جامعة لجميع الأصوات طالما أنها تنطلق من أرضية وطنية بشرط أن تكون هذه الحرية مسؤولة وليست فوضى، والثانية تتعلق بالمهنية التي تتطلب تكثيف جهود التدريب والتأهيل للعاملين في الصحافة على الوسائل الجديدة لتكون أداة فعالة تدعم الرسالة الصحفية.

وطالبوا بضرورة إيجاد وسيلة لزيادة مساحات التوزيع، حيث يتطلب التنافس الصحفي التركيز على المحتوى، بينما التعاون مطلوب في مجالات الطباعة والتوزيع للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المناطق، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد آلية لتخفيف الأعباء المالية عن المؤسسات الصحفية التي تعاني من الديون المتراكمة عبر العصور، والاستفادة من التجارب العالمية في تطوير الخطاب الإعلامي والحفاظ على الدور الوطني المهم للصحافة والإعلام بشكل عام.

وقال المهندس عبد الصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إن توزيع الصحافة الورقية شهد تراجعًا خلال العقدين الماضيين لأسباب متعددة، إلا أنها لا تزال تحتفظ بتأثيرها وقدرتها على مواصلة رسالتها، وفي هذا السياق تسعى الهيئة دائمًا لدعم خطوات التطوير والتحديث والارتقاء بالمستوى المهني والتقني.

وأكد الكاتب الصحفى عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس الأهرام السابق، على أهمية الدمج بين المطبوع والإلكتروني، مع التركيز على غرف الأخبار المدمجة ودمج المطبوعات المتشابهة، مع تسليط الضوء على المطبوعات الرئيسية باعتبارها قاطرة الصحافة القومية، بينما أشار الكاتب الصحفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى أن حرية التعبير والرأي لا حدود لها إلا بالدستور والقانون.

ولفت الروائي والكاتب يوسف القعيد إلى ظاهرة غياب باعة الصحف التي تؤثر بشدة على توزيعها، مطالبًا بضرورة إيجاد آلية جديدة لتعويض هذا الأمر، حيث لا يزال القارئ بحاجة إلى الصحافة الورقية.