تنتج مدينة عزبة البرج يومياً أنواعاً متنوعة من غزل الصيد، حيث يسعى أبناء المدينة لتقديم الأنسب لكل رحلة صيد لضمان تحقيق أفضل النتائج، ومن بين هذه الأنواع بدأوا في صناعة غزل الكنف بدمياط، والذي يتميز بقدرته على التعامل مع ارتفاع الأمواج، كما أنه يصلح أيضاً للرحلات الصغيرة التي تستهدف شواطئ البحر المتوسط.

على ساحل مدينة رأس البر، كان صلاح حمودة أحد الصيادين يستعد لرحلة صيد قصيرة، حيث بدأ في تحضير غزل الصيد الخاص به، مما جذب انتباه رواد الشاطئ.

صياد الكنف.

بدأ صلاح حديثه قائلاً: «قبل أي رحلة صيد، يجب أن نحدد نوع الغزل المناسب، فغزل الكنف يُعتبر من أهم الأنواع لرحلات الصيد القصيرة»

وتابع قائلاً: «استخدامه في شواطئ البحر المتوسط يسهل عملية صيد الأسماك كبيرة الحجم، فصناع الغزل في عزبة البرج لديهم مهارة كبيرة في التعامل مع البحر من خلال غزل الصيد»

وأشار إلى أنه: «يمكن الحصول على أكثر من 100 كيلو سمك في رحلة صيد واحدة شرط أن يكون غزل الصيد هو الكنف، ففتحات الغزل وقوة ثباته داخل المياه تعتبر عوامل مساعدة تجعلنا نتمكن من الصيد بسرعة وسهولة»

وأضاف: «نقوم بفرد الغزل بعرض البحر، ونبدأ في مراقبته حتى نقوم بتجميعه مجدداً، ففتحات الغزل الضيقة لا تسمح بهروب الأسماك، لذا يعد غزل الكنف ضرورياً ومهماً لصيادين شواطئ البحر المتوسط»

صياد الكنف.

انتقلنا للحديث مع سيدة تدعى نعيمة السيد، إحدى صانعات غزل الصيد بدمياط، حيث بدأت حديثها قائلة: «تعلمت صناعة غزل الكنف نتيجة لانتشار رحلات الصيد القصيرة في شواطئ البحر المتوسط، فغزل الكنف يُعتبر من أشهر الأنواع التي يحتاجها كل صياد»

وتابعت: «صناعة الكنف تتطلب دقة عالية ومهارة خاصة، نحن نعمل على صنع فتحات ضيقة بنسب متساوية حتى لا تتمكن الأسماك من الهرب، كما يجب أن نولي اهتماماً بدرجة المتانة لأنه يتعامل مع أسماك كبيرة الحجم»

وأوضحت: «قد نحتاج إلى أسبوعين لصناعة غزل واحد، وفي فصل الصيف يرتفع الإقبال على شراء غزل الكنف بسبب كثرة رحلات الشواطئ، لذا نبدأ التحضير لهذا الموسم مبكراً»

لمشاهدة الفيديو اضغط.

واختتمت حديثها قائلة: «غزل الصيد يأتي بأشكال وألوان متعددة، وصناع الغزل لديهم قدرة خاصة على قراءة البحر، مما يمكننا من تقديم النوع المناسب لكل منطقة، وهذا هو سبب شهرتنا على مستوى العالم»