أعلن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن اختفاء قرية تُرَسين في دارفور بالسودان بسبب انهيارات أرضية.

وفي منشور له على فيسبوك، أوضح أن القرية، التي تقع على منحدرات جبلية شرق جبل مرة، اختفت يوم الأحد 31 أغسطس 2025 تحت كتل الصخور والطمى، وذلك بعد أن شهدت المنطقة أمطارًا غزيرة استمرت أسبوعًا، مما أدى إلى تشبع الطبقة السطحية المكونة من الطمى وزيادة وزنها، وبالتالي انزلاقها بفعل الجاذبية والانحدار الحاد الذي يتراوح من 3000 إلى 1000 متر.

وأشار شراقي إلى أن وجود الطين تحت الطبقات السطحية يعمل كمادة مزلقة، مما ساهم في وقوع الحادث المأساوي الذي أدى إلى وفاة جميع سكان القرية، والذين بلغ عددهم ألف شخص، باستثناء شخص واحد فقط.

كما أوضح أن قرية ترسين تقع تحت سيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور.

وأضاف أن جبل مرة هو بركان مركب من سلسلة براكين قديمة نشطت مؤخرًا منذ حوالي 4000 سنة، ويُعتبر أعلى الجبال السودانية بارتفاع يصل إلى 3042 مترًا، وهو مكون من صخور بازلتية سهلة التفتيت، مما يجعل الأراضي المحيطة به من بين الأخصب في البلاد، حيث تراكمت التربة الخصبة في الأودية التي تتميز بمناخ معتدل وتوفر المياه، مما ساعد على انتشار الزراعات الخضراء والطبيعة الخلابة والحيوانات البرية النادرة، كما تحتوي قمة الجبل على فوهة بركان تشكلت فيها بحيرة كبيرة بقطر 5 كم وعمق 50 مترًا.

وأشار إلى أن المنطقة تُعتبر من أجمل الوجهات السياحية في السودان، حيث تنتشر القرى الصغيرة على المنحدرات السفلية، بما في ذلك القرية المنكوبة “ترسين”، ورغم أن الفيضانات والانهيارات الأرضية تُعتبر من المخاطر الطبيعية المعتادة، إلا أن ما حدث مؤخرًا كان بدرجة أكبر بكثير مما شهدته المنطقة في السابق.