أقام المتحف القومي للحضارة المصرية فعالية دولية بارزة بالتعاون مع بلدية تشونغتشينغ الصينية تحت عنوان «عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل»، وذلك في إطار تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين مصر وجمهورية الصين الشعبية، وقد شهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات البارزة، منهم الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، والدكتور أحمد حميدة، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس، إلى جانب مجموعة من الوزراء والمسؤولين في مجال السياحة والآثار.
ومن الجانب الصيني، حضر الفعالية جيانغ خوي، عضو اللجنة الدائمة ومدير عام إدارة الإعلام، وكذلك تشانغ ياكسي، نائبة المدير العام لمكتب الشؤون الخارجية، بالإضافة إلى مجموعة من المسؤولين في مجالات الثقافة والسياحة والإعلام.
وفي كلمته، رحب الدكتور الطيب عباس بالحضور، مؤكدًا أن المتحف يمثل منصة فعالة للحوار والإبداع والتبادل الثقافي، وأن هذه الفعالية تجسد فلسفة المتحف في تعزيز التواصل بين حضارتين عظيمتين، حضارة النيل وحضارة اليانغتسي، بينما أشار الدكتور محمد إسماعيل خالد إلى أن التعاون الثقافي والأثري بين مصر والصين يمتد لأكثر من 70 عامًا، حيث سيتم تنظيم معرض دولي للآثار المصرية في هونغ كونغ في نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى وجود أربع بعثات أثرية صينية تعمل حاليًا في مصر.
وأكد تشانغ وين، عضو اللجنة الدائمة ورئيس لجنة الدعاية بمجلس الحزب في تشونغتشينغ، على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر كانت جزءًا من طريق الحرير وأول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، معبرًا عن تطلع بلاده لدعم التعاون في مجالات الثقافة والسياحة والتجارة.
تضمن البرنامج مجموعة من المحاضرات المميزة، منها محاضرات حول دور نهر النيل في ازدهار الحضارة المصرية، بالإضافة إلى محاضرات تناولت التراث المائي والأنظمة الهيدرولوجية عالميًا، وكلمة مسجلة من الجانب الصيني عن الإرث المائي لنهر اليانغتسي.
كما ناقشت الجلسات الطلب المشترك لإدراج مقياس منسوب نهر النيل بالروضة وموقع بايهليانغ في الصين على قائمة التراث العالمي كممتلك تراثي متسلسل، إلى جانب تنظيم جلسة حوارية رفيعة المستوى حول دور الأنهار في تشكيل الإرث الحضاري، وورش عمل للحرف التقليدية، وعروض فنية تراثية من مدينة تشونغتشينغ، وعرض الفيلم الوثائقي المصري–الصيني المشترك «عندما يلتقي اليانغتسي بالنيل».
ويستضيف المتحف خلال الفترة من 2 إلى 8 سبتمبر 2025 معرضًا ثقافيًا يتضمن عروضًا رقمية وصورًا حول الإرث المائي الصيني، ومعرضًا للتراث غير المادي والحرف التقليدية، وجناحًا خاصًا للعلامات التجارية الصينية تحت شعار «الصين، فرصة».
كما قام الوفد الصيني بجولة موسعة داخل قاعات المتحف، شملت قاعة العرض المركزي، وقاعة المومياوات الملكية، وقاعة النسيج المصري، حيث أعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم بالقطع الأثرية الفريدة التي تعكس عراقة وتطور الحضارة المصرية عبر العصور، وأكد المشاركون أن هذه الفعالية تمثل نموذجًا حيًا للتعاون الثقافي بين مصر والصين وتجسد الدور الرائد للمتحف القومي للحضارة المصرية كجسر عالمي يجمع بين الحضارات ويعزز الشراكات الدولية القائمة على الحوار والمعرفة والإبداع.