انطلقت زيارة رسمية إلى مدينة باري الإيطالية اليوم الخميس، حيث قام علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، برفقة وفد مكون من عدد من المسؤولين، وذلك في إطار مساعي الدولة المصرية للاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في تعديل قانون التعاونيات الزراعية، وتنفيذاً لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخراً مع المعهد الدولي للدراسات الزراعية المتطورة لدول حوض البحر المتوسط «سيام باري» في إيطاليا.

بدأت الجولة بزيارة ميدانية لتعاونية الصيادين «لاكسترنس» و«مار ڤيڤو»، بالإضافة إلى تفقد مصنع المنتجات السمكية، حيث اطلع الوفد على التجارب المتقدمة في مجال تصنيع الأسماك، ثم توجه الوفد إلى مقر معهد سيام باري، حيث استقبلهم «بيادجو دي ترليزي»، مدير المعهد، وعدد من قياداته، وقاموا بجولة شملت فرع المعهد بتريكاسا والميناء المجاور، للتعرف على أنشطته البحثية والعلمية.

وفي كلمة ترحيبية، عبّر مسؤولو المعهد عن سعادتهم بهذه الزيارة، مشددين على أهمية تعزيز التعاون مع الدولة المصرية، كما قُدمت عروض تقديمية من أنطونيو دي دينو، عمدة مدينة تريكاسا، وبيادجو دي ترليزي، وتيودورو ميانّو، السكرتير العام للمعهد، تناولت سبل التعاون الحالية والمستقبلية.

تلا ذلك زيارة لمعمل الأغذية من أجل الصحة، حيث التقى الوفد بعدد من مسؤولي التعاونيات والمزارعين، واطلعوا على أحدث تقنيات التصنيع والتعبئة التي تُدار ذاتياً من قبل المزارعين، وأكد الوزيران أن هذه الزيارة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، إذ تعمل الدولة المصرية في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي على إرساء دعائم تنموية متكاملة يكون للقطاع التعاوني الزراعي فيها دور محوري.

كما أشار الوزيران إلى أن التعاونيات الزراعية ليست مجرد أداة لدعم المزارعين فحسب، بل تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي، وتحسين مستوى معيشة صغار المزارعين، وضمان استدامة الإنتاج، مما يسهم في تمكين المزارعين من مواكبة التغيرات الاقتصادية العالمية ودعم قدراتهم التنافسية، بما ينعكس بشكل مباشر على استقرار المجتمعات الريفية ودفع عجلة التنمية الشاملة.

وحضر الوزيران عرضاً حول مشروع «Greening the Future – جعل المستقبل أخضر»، وما تبعه من مناقشات تناولت آفاق التعاون المشترك، وقد أشاد الوزيران بالجهود التي يبذلها المعهد الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة لمنطقة البحر المتوسط (سيام) في مجالات حيوية متعددة، منها علوم البحار، والتعاونيات، واستخدام التكنولوجيا الحديثة، مؤكدين أن تبني هذه التكنولوجيات يساهم بشكل كبير في إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهها المزارعون والأنشطة المختلفة في القطاع الزراعي.

ويُعتبر معهد سيام من أبرز المعاهد المعنية بالبحوث التطبيقية لدول حوض البحر المتوسط، وتعتز مصر بعضويتها في المعهد منذ إنشائه، كما اقترح وزير الزراعة فتح مكتب لـ«سيام» في مصر ليكون مقرًا لتعزيز أطر التعاون مع المراكز البحثية ووزارة الزراعة المصرية، وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص الدولة المصرية على تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية في تعزيز دور التعاونيات الزراعية، بما يدعم أولويات التنمية المستدامة ويعزز من التعاون الثنائي بين مصر ومعهد سيام باري.