بدأ الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، زيارته إلى نيقوسيا اليوم الجمعة، حيث عقد جلسة مشاورات سياسية مع كونستانتينوس كومبوس، وزير الخارجية القبرصي.
وفي بيان رسمي، ناقش الوزيران سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين البلدين الصديقين، كما تبادلا الآراء حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إلى أن الوزير عبد العاطي أشاد بالروابط التاريخية بين البلدين، معبراً عن تطلعه لاستمرار التنسيق الوثيق على جميع المستويات السياسية والاقتصادية لتحقيق المصالح المشتركة، خاصة مع تولي جمهورية قبرص رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في بداية عام 2026.
وأكد عبد العاطي على أهمية زيادة وتيرة الزيارات والاتصالات الثنائية في مختلف المجالات، مشدداً على ضرورة البناء على نتائج القمة «المصرية – القبرصية» الأخيرة، والقمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان التي عقدت في يناير 2025 بالقاهرة.
كما سلط وزير الخارجية الضوء على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري وزيادة حجم التبادل التجاري، مشيراً إلى أهمية تشكيل مجلس رجال الأعمال المشترك لدعم النشاط الاقتصادي، واستمرار عقد منتديات أعمال دورية لمجتمعي الأعمال في البلدين.
وأعرب الوزير عن تطلعه لمزيد من التعاون الثنائي في مجالات التعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والنقل والسياحة، موضحاً أهمية تعزيز التعاون في ملف الطاقة بمنطقة شرق المتوسط، والتطلع لاستمرار التنسيق المشترك لربط حقول الغاز القبرصية بمصر.
كما أكد الوزير عبد العاطي على أهمية توظيف العمالة المصرية في قبرص وتطويرها لتشمل مجالات متعددة.
وتناول النقاش تبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة، حيث أشاد الوزير عبد العاطي بموقف قبرص الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكداً أهمية الضغط المستمر على الجانب الإسرائيلي لإنهاء العدوان على قطاع غزة، والتجاوب مع مقترح وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية في ظل الكارثة الإنسانية التي وصلت إلى حد المجاعة.
وجدد عبد العاطي رفض مصر القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية، مندداً بتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة واستمرار جرائم الإبادة والتجويع ضد الشعب الفلسطيني.
كما شهدت المشاورات تبادل وجهات النظر بشأن التطورات في ليبيا وسوريا ولبنان والسودان، حيث أكد وزير الخارجية أهمية احترام السيادة الليبية ووحدة وسلامة أراضيها، ودعا إلى ضرورة خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، مشدداً على أهمية دعم مسار الحل «الليبي-الليبي» وتحقيق التوافق الوطني بدون إملاءات خارجية للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن.
وفيما يتعلق بسوريا، أكد وزير الخارجية دعم مصر الكامل للشعب السوري، مشدداً على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأهمية أن تشمل العملية السياسية جميع مكونات المجتمع السوري، وأن تكون سوريا مصدراً للاستقرار في المنطقة.
كما أكد الوزير على تضامن مصر الكامل مع لبنان، ودعمها لوحدة أراضيه وسيادته واستقراره، مشيراً إلى ضرورة الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، وانسحاب إسرائيل من جميع المناطق المحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل ودون انتقائية.
وتناول وزير الخارجية الأوضاع في السودان وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات، مؤكداً موقف مصر الداعم لمؤسسات الدولة السودانية، وضرورة احترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.