ودع المئات من أهالي قرية كفر السنابسة التابعة لمركز أشمون في محافظة المنوفية جثمان الفتاة آيات زغلول قنديل، التي كانت آخر ضحايا حادث الطريق الإقليمي الذي هز القرية قبل أكثر من شهرين، انطلقت الجنازة من مسجد القرية وسط بكاء مستمر من أسرتها وزميلاتها، اللواتي ودعنها بالزغاريد المختلطة بالدموع قبل أن تُوارى الثرى في مقابر العائلة.
حمل الأهالي جثمان آيات على الأكتاف، داعين بالرحمة لها ولجميع الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في هذا الحادث المأساوي الذي أسفر عن وفاة ثمانية عشر فتاة وشاب، فيما أصيب آخرون، وبدت القرية غارقة في حزن عميق، حيث علقت لافتات العزاء على جدران البيوت والطرقات.
كشف مصدر طبي من مستشفى الجراحات المتخصصة في شبين الكوم أن آيات ظلت لأكثر من شهرين في غرفة العناية المركزة تعاني من كسر خطير في الجمجمة، بالإضافة إلى نزيف داخلي وكسور متفرقة في الحوض، مؤكداً أنها خضعت لعدة عمليات دقيقة لكنها لم تستجب للعلاج بشكل كامل.
وأضاف أن الفريق الطبي بذل جهوداً مكثفة لإبقائها على قيد الحياة، حيث تم توفير كافة الأجهزة والإمكانات الطبية المتاحة ومتابعة حالتها على مدار الساعة، لكن حالتها شهدت تدهوراً مفاجئاً خلال الساعات الأخيرة، مما أدى إلى وفاتها وكتابة نهاية مؤلمة لملف مصابي الحادث.
أشارت إحدى الممرضات في المستشفى إلى أن آيات كانت تفتح عينيها لدقائق معدودة وكأنها تودعهم بنظراتها الحزينة، مضيفة أن الفريق التمريضي كان يتعامل معها وكأنها فرد من العائلة، في ظل حالة من الأمل في نجاتها حتى اللحظة الأخيرة.