تُعرض قطعة أثرية تعتبر في غاية الأهمية، بل وتسبق حجر رشيد في الزمن، وهي لوحة «مرسوم كانوب»، التي تعود إلى عام 238 قبل الميلاد، حيث أُصدر هذا المرسوم الملكي المصري القديم من قبل مجموعة من الكهنة في مدينة كانوب، وتُعد هذه الوثيقة الأثرية بمثابة نسخة ثنائية اللغة من مرسوم ملكي، مكتوبة بثلاثة خطوط مختلفة:
– الكتابة الهيروغليفية: اللغة المصرية القديمة المستخدمة في النقوش الرسمية
– الكتابة الديموطيقية: الخط المصري الشعبي الذي كان يُستخدم في الحياة اليومية
– الكتابة اليونانية القديمة: لغة البطالمة الذين حكموا في تلك الفترة
مرسوم كانوب
لقد ساهم هذا المرسوم في منح العلماء فهماً أعمق للخطوط المصرية القديمة، تماماً كما فعل حجر رشيد، إذ ساعد حجر رشيد في فك شفرة اللغة الهيروغليفية، بينما قدم «مرسوم كانوب» تأكيداً إضافياً على صحة هذه العملية، كما أنه قدم تفاصيل تاريخية ودينية قيمة عن تلك الحقبة.
يعرض المتحف المصري نسخة بارزة من هذا المرسوم، وتُعتبر هذه اللوحة الأثرية، جنباً إلى جنب مع حجر رشيد الموجود في المتحف البريطاني، من أبرز الشواهد على جهود العلماء في فك رموز الحضارة المصرية القديمة، مما جعلها مفهومة للعالم الحديث.
– صورة أرشيفية.
يتناول المرسوم مواضيع متعددة تعكس أهمية الوثيقة في فهم تلك الفترة، ويتميز بكونه تمجيداً للملك بطليموس الثالث (إيرغيتيس الأول) وزوجته الملكة برنيكي، حيث يعدد إنجازاتهما في توفير الغذاء للشعب واستعادة تماثيل الآلهة.
علاوة على ذلك، يُعتبر المرسوم أول وثيقة تاريخية تسجل قرار إصلاح التقويم المصري القديم بإضافة يوم كبيس كل أربع سنوات لتصحيح الفرق بين السنة الشمسية والتقويمية، كما يوثق المرسوم تأليه ابنته الأميرة برنيكي بعد وفاتها، ويؤكد على الدور المحوري للكهنة في اتخاذ القرارات المهمة بالتعاون مع السلطة الحاكمة.
وورد في المرسوم أنه ينبغي إقامة هذا النصب التذكاري في جميع معابد مصر على اختلاف فئاتها الأولى والثانية والثالثة، في العصر البطلمي، في عهد بطليموس الثالث (إيرغيتيس الأول) من 221 إلى 246 قبل الميلاد، كوم الحصن، حجر جيري.JE37548.