رغم قرار وزير النقل بفتح جزء من الطريق الإقليمي بدءًا من اليوم في محافظة المنوفية بعد جولته الميدانية الأخيرة، إلا أن معاناة الأهالي والسائقين لا تزال مستمرة، حيث يطالب الجميع بإعادة تشغيل الطريق بالكامل في أسرع وقت ممكن.

يعتبر الطريق الإقليمي أحد أهم المحاور القومية، إذ يمتد لأكثر من 300 كيلومتر، ويربط بين محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية والشرقية، ويعمل على تخفيف الضغط عن الطريق الزراعي القاهرة–الإسكندرية، ومنذ تشغيله ساهم في تقليل زمن الرحلات ونقل البضائع، وأصبح شريانًا أساسيًا للحركة التجارية في الدلتا.

يصل طول الجزء الخاص بمحافظة المنوفية إلى نحو 55 كيلومترًا، ويمر بعدة قرى ومراكز منها أشمون والباجور ومنوف، ويضم هذا الجزء كباري وأنفاقًا مهمة، لكنه تعرض خلال الأشهر الماضية لتلفيات في طبقة الرصف وظهور مطبات خطرة نتيجة الحمولات الزائدة للشاحنات والاستخدام الكثيف، مما دفع الوزارة إلى غلقه بشكل كامل لبدء أعمال الصيانة.

من جهته، أكد اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفية أن قرار الغلق جاء حفاظًا على الأرواح، مشيرًا إلى أن أجهزة المحافظة تتابع الأعمال بشكل يومي بالتنسيق مع إدارة المرور، وأضاف أن الفتح الجزئي الذي أعلنه الوزير يهدف إلى تخفيف الضغط على الأهالي، لكنه لا يغني عن استكمال الصيانة.

خلال فترة الغلق، تم الإعلان عن عدة طرق بديلة، أبرزها تحويل حركة المرور من أشمون والباجور ومنوف إلى طريق القناطر الخيرية القديم، بينما القادم من الإسكندرية الزراعي يتم توجيهه إلى الصحراوي في اتجاه محور الضبعة ثم الدائري الأوسط، والقادم من بلبيس يسلك محور العبور أو الطريق الأوسطي.

أما القادم من الإسماعيلية سواء الصحراوي أو الزراعي فيتم تحويله إلى محور 30 يونيو أو الأوسطي، كما تم نشر لوحات إرشادية وتكثيف الخدمات المرورية لضمان التزام المركبات بالتحويلات وعدم السير عكس الاتجاه، لكن هذه البدائل لم تقنع المواطنين.

وأوضح رجب عبد التواب، أحد الأهالي في أشمون، أنه يعيش في القاهرة وحياته شبه متوقفة مع غلق الطريق، مشيرًا إلى أن هذا الطريق شريان أساسي، والفتح الجزئي خطوة جيدة لكنها غير كافية، حيث إن مشاويرهم كلها متعطلة، ويعانون من زيادة التكاليف وضعف الوقت للوصول إلى مكان العمل.

وقال أحمد علي، سائق أجرة على خط أشمون- القاهرة، إن استمرار غلق الطريق مع عودة المدارس يسبب صعوبات كبيرة لنا، حيث نضطر لدفع ضعف ثمن البنزين، ونقضي وقتًا أطول في الطريق، وفي النهاية لا يستطيع الراكب تحمل زيادة الأجرة.

وقالت فاطمة عبد النبي، طالبة جامعية، إنها تسافر من المنوفية إلى القاهرة يوميًا بصعوبة، مما يجعل الأمر مرهقًا وغير آمن.

كما شدد وزير النقل خلال جولته الأخيرة على أن الفتح الكامل للطريق لن يتم إلا بعد انتهاء أعمال الصيانة وضمان السلامة المرورية، مؤكدًا أن الهدف هو حماية الأرواح وتقليل معدلات الحوادث.