تشهد مدينة الغردقة حاليًا زيادة ملحوظة في الإقبال من السوق الفرنسية، حيث أصبحت واحدة من أبرز الوجهات الأوروبية الواعدة للبحر الأحمر، ويعود ذلك لتزايد الرحلات الجوية المباشرة من فرنسا وتوسع شركات الطيران ومنظمي الرحلات في إدراج الغردقة ضمن برامجهم السياحية، مما يعكس عودة الثقة في المقصد المصري وقدرته على استعادة مكانته كمركز رئيسي للسياحة الأوروبية، كما تستعد العديد من الشركات السياحية والفنادق في البحر الأحمر للمشاركة في بورصة باريس للسياحة والسفر المقررة في أكتوبر المقبل بهدف جذب السياح الفرنسيين إلى المنطقة.

وأوضح إيهاب شكري، الخبير السياحي ورئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المتخصصة في السياحة الفرنسية، أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الرحلات القادمة من مطارات فرنسا إلى مطار الغردقة الدولي، مع توقعات بمزيد من النمو خلال الموسم الشتوي المقبل، وأشار شكري إلى أن عدة شركات طيران فرنسية وأوروبية أدرجت وجهات جديدة للغردقة ضمن برامجها الأسبوعية، مما يزيد من وجود السوق الفرنسية على خريطة السياحة في البحر الأحمر.

كما أضاف شكري أن الغردقة نجحت في جذب شرائح متنوعة من السياح الفرنسيين، سواء العائلات التي تبحث عن الراحة والشواطئ الدافئة، أو الشباب المهتمين بالرياضات البحرية والغوص والرحلات اليومية، بالإضافة إلى فئة السياح العرب المقيمين في فرنسا وكبار السن الراغبين في قضاء عطلات شتوية طويلة، وكشف عن أن شركة “إيزي جيت” البريطانية ستطلق اعتبارًا من 26 أكتوبر المقبل خطًا جويًا مباشرًا جديدًا يربط بين مدينة نيس والريفييرا الفرنسية والغردقة، بمعدل رحلتين أسبوعيًا، مما يمثل إضافة قوية لجدول الرحلات الشتوية.

وفي نفس السياق، توقع بشار أبو طالب، المرشد السياحي المتخصص في اللغة الفرنسية، أن يشهد الموسم السياحي الشتوي المقبل طفرة غير مسبوقة في أعداد السياح الفرنسيين الوافدين إلى الغردقة، خاصة مع الإعلان عن برامج جديدة وزيادة عدد الرحلات التي تمتد حتى مطلع الصيف المقبل، وأكد أبو طالب أن زيادة الرحلات الجوية المباشرة من فرنسا ساهمت في استقرار الحركة السياحية، بعد أن كانت تعاني سابقًا من توقف الرحلات العابرة التي تُرهق السائحين.

وأضاف أبو طالب أن نحو 20 رحلة جوية تصل أسبوعيًا إلى الغردقة من عدة مطارات فرنسية، وأن هذا التوسع في الحركة عزز من تنافسية الغردقة كمقصد متنوع يقدم للسائح الفرنسي تجربة متكاملة تجمع بين الشواطئ، والأنشطة البحرية، ورحلات السفاري، بالإضافة إلى الرحلات الثقافية ورحلات اليوم الواحد إلى القصر والقاهرة وأبيدوس.

من جانبه، أوضح عصام علي، نائب رئيس غرفة العاديات السياحية بالبحر الأحمر، أن السائح الفرنسي يتميز بارتفاع معدل إنفاقه مقارنة ببعض الجنسيات الأخرى، إلى جانب اهتمامه الكبير بالأنشطة الثقافية والتعرف على طبيعة المجتمع المحلي، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية المعتادة، وأكد أن هذا النوع من السياح يمثل إضافة نوعية للقطاع السياحي بالغردقة، حيث يساهم في تنشيط العديد من القطاعات الموازية مثل الرحلات الثقافية والتسوق والمطاعم المحلية.

وأضاف علي أن ما تشهده السوق الفرنسية من نمو متسارع يعكس نجاح الجهود المشتركة بين الدولة والقطاع الخاص، ممثلاً في شركات السياحة، في تنويع الأسواق المصدرة للسياحة، وأن استمرار هذا الزخم خلال الموسم الشتوي سيجعل الغردقة واحدة من الوجهات المفضلة لدى السائح الفرنسي، في وقت تتجه فيه أنظار أوروبا إلى المقاصد الدافئة ذات الأسعار التنافسية والخدمات المتنوعة.

بينما تستعد المنتجعات والفنادق لاستقبال هذه الموجة من التدفقات السياحية الفرنسية، فإن المؤشرات الحالية تؤكد أن الغردقة ماضية نحو موسم شتوي مزدحم، مما يعزز مكانتها كمقصد عالمي قادر على استقطاب شرائح مختلفة من السياح، ويعكس صورة إيجابية عن السياحة المصرية بشكل عام والبحر الأحمر بشكل خاص.