استقبل المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربي، السيد عامر شوكت، سفير جمهورية باكستان بالقاهرة، وذلك لبحث سبل التعاون الثنائي في مجالات التصنيع المختلفة التي تهم الجانبين، وقد تم اللقاء في ديوان عام وزارة الإنتاج الحربي بالحي الحكومي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

افتتح وزير الدولة للإنتاج الحربي اللقاء بالترحيب بالسفير الباكستاني والوفد المرافق له، معبرًا عن تعازيه الحارة لضحايا الفيضانات التي اجتاحت باكستان مؤخرًا، وكذلك ضحايا العملية الإرهابية التي حدثت في الثالث عشر من سبتمبر الجاري، وأكد الوزير على الروابط القوية والتاريخية بين مصر وباكستان والتي تشهد تطورًا ملحوظًا في الفترة الحالية بدعم من القيادتين السياسيتين في البلدين، وهو ما يتضح من خلال اللقاءات والزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولي الدولتين، وكان آخرها لقاء السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي مع السيد شهباز شريف، رئيس الوزراء الباكستاني، يوم الاثنين الماضي خلال مشاركتهما في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالعاصمة القطرية، كما أشاد الوزير باتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشتركة التي تم توقيعها بين باكستان والسعودية منذ أيام، بهدف تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

وخلال اللقاء، قام الوزير محمد صلاح باستعراض الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والفنية للشركات والوحدات التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، والتي تضم 15 شركة صناعية، بالإضافة إلى شركة للإنشاءات، وأخرى لنظم المعلومات، ومركز للتميز العلمي والتكنولوجي، وشركة للصيانة، وقطاع للتدريب ومركز طبي وميادين اختبار للذخيرة والأسلحة وأكاديمية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا في الصناعة الوطنية، مؤكدًا أن الدور الأساسي للوزارة يتمثل في تلبية احتياجات القوات المسلحة والشرطة من المنتجات العسكرية مثل الذخائر والأسلحة والمعدات والدبابات والمركبات المدرعة والأنظمة الإلكترونية المتطورة، والتي يتم تصنيعها وفقًا لأحدث التكنولوجيات، كما يتم الاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بالشركات التابعة للوزارة لتصنيع منتجات مدنية ذات جودة عالية وأسعار تنافسية، والمشاركة في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية للدولة.

وأكد الوزير أن وزارة الإنتاج الحربي تسعى دائمًا للانفتاح والتعاون مع جميع الشركات العالمية في مجالات التصنيع المختلفة، وذلك في إطار اهتمام الوزارة بتوسيع دائرة منتجاتها العسكرية والمدنية ورفع جودتها وقدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية الرامية إلى توطين أحدث تكنولوجيات التصنيع، معربًا عن تطلعه لعقد شراكات استراتيجية بين شركات الإنتاج الحربي والشركات الباكستانية التي تعمل في مجالات مشابهة بما يعود بالنفع على الطرفين.

كما وجه وزير الدولة للإنتاج الحربي دعوة للشركات الباكستانية للمشاركة في المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “EDEX 2025” المقرر إقامته في مصر من 1 إلى 4 ديسمبر 2025 بمركز مصر للمعارض الدولية، والذي يعد المعرض الوحيد المتخصص في قطاع الصناعات العسكرية على مستوى القارة الأفريقية.

من جانبه، أعرب السيد عامر شوكت سفير جمهورية باكستان بالقاهرة عن شكره لوزير الدولة للإنتاج الحربي على حسن الاستقبال، مؤكدًا أن العلاقات بين باكستان ومصر راسخة ومتجذرة تاريخيًا وتقوم على أسس من الاحترام المتبادل والقيم الثقافية المتقاربة، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة في الشرق الأوسط تفتح فيها باكستان سفارة بعد حصولها على الاستقلال مباشرة، ولفت إلى أن البلدين عملا خلال السنوات الماضية على تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والثقافية، في ظل وجود تفاهم مشترك بشأن ضرورة دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، وأشاد السفير الباكستاني بجهود الحكومة المصرية لدعم الصناعة وزيادة الفرص الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال والتوسع غير المسبوق في مشروعات البنية التحتية وتقديم حوافز كبيرة للمستثمرين لضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية الواعدة، مشيرًا إلى أن مصر تعتبر بوابة هامة للأسواق في أفريقيا والشرق الأوسط.

وأشار شوكت إلى اهتمام الشركات الباكستانية بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي في مختلف المجالات التصنيعية، في ضوء ما تتمتع به من إمكانيات تصنيعية وتكنولوجية وفنية وبشرية وبحثية وبنية تحتية على أعلى مستوى، بالإضافة إلى دقتها وسرعتها في أداء الأعمال، واشتراكها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية ومشروعات التنمية في مصر، مما يمهد الطريق لتحقيق شراكات استراتيجية واعدة بين الجانبين.

كما أعرب السفير الباكستاني عن تمنياته بنجاح المعرض الدولي للصناعات الدفاعية “EDEX 2025” في تحقيق أهدافه، مشيرًا إلى حرص الجانب الباكستاني على المشاركة في كل نسخ معرض “EDEX” السابقة، وتطلع العديد من الشركات الباكستانية للمشاركة في النسخة المقبلة نظرًا لما يتميز به المعرض من ثقل وأهمية بين معارض الصناعات الدفاعية على مستوى العالم، حيث يمثل تجمعًا دوليًا لتبادل الرؤى والخبرات في مجالات الدفاع والتسليح البرية والبحرية والجوية.