في قرية البرشا التابعة لمركز ملوي في جنوب محافظة المنيا، استطاع طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره أن يخطف قلوب الآلاف، بعدما انتشر له مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يعمل بجد داخل ورشة لحام وحدادة، متحديًا فقدان بصره منذ ولادته.
هذا الطفل هو شنودة مؤمن، الذي وُلِد بعيب خلقي حرمه من نعمة النظر، لكنه لم يسمح لظروفه أن تقف عائقًا أمام طموحاته وعزيمته، ومع تداول الفيديو بشكل واسع، انهالت عبارات الإعجاب والفخر من رواد السوشيال ميديا، الذين رأوا في قصته مصدر إلهام ورسالة أمل للكثير من الأطفال والشباب.
يقول شنودة في حديثه: «أنا عندي 13 سنة.. فقدت بصري بسبب عيب خلقي، لكن الحمد لله قدرت أكون الأول على محافظة المنيا في مدرسة النور للمكفوفين»
ورغم تفوقه الدراسي، لم يكتفِ بما يحققه في المدرسة، بل قرر أن يخوض تجربة العمل الشاقة.
في أيام إجازته الدراسية، التي تصل إلى ثلاثة أيام أسبوعيًا، يتوجه شنودة إلى ورشة لحام وحدادة في قريته، حيث يعمل بمهارة ودقة رغم الظلام الذي يحيط به، ويؤكد أنه يفعل ذلك لمساعدته في مصاريف الدراسة، ولإثبات لنفسه وللآخرين أن فقدان البصر لا يعني فقدان البصيرة أو القدرة على الإنجاز.
ورغم مشقة الجمع بين الدراسة والعمل، لا يزال حلم شنودة كبيرًا، إذ يقول بابتسامة تخفي صعوبة الواقع: «نفسي أدخل كلية هندسة.. وسعيد جدًا بدعم الناس ليا وتشجيعهم بعد الفيديو»
بينما يستمر تفاعل الآلاف مع قصة شنودة عبر السوشيال ميديا، تظل حكايته مثالًا حيًا على قوة الإرادة الإنسانية، ورسالة واضحة بأن «النور» ليس فقط ما تراه العيون، بل ما ينبض في القلوب ويضيء العزائم.