حذرت هيئة الدواء المصرية من المخاطر المرتبطة باستخدام أدوية السعال والبرد للأطفال، خصوصًا تلك التي تُصرف دون وصفة طبية، حيث يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية خطيرة، ولا تُظهر فعالية حقيقية في علاج نزلات البرد لدى الصغار، وذلك مع بدء العام الدراسي الجديد، وانتهاء فصل الصيف، وخروج الأطفال في الصباح الباكر، وتراجع درجات الحرارة، والاختلاط داخل الفصول الدراسية.
وأكدت الهيئة في تصريحات صحفية اليوم على أن هذه الأدوية قد تحتوي على مكونات متعددة، مما يزيد من احتمالية إعطاء الطفل جرعة زائدة عن طريق الخطأ، مشددة على أنها تتابع باستمرار تداول الأدوية في السوق المصري، وتحث الأسر على استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل إعطاء أي دواء للأطفال حفاظًا على صحتهم وسلامتهم.
وأوضحت الهيئة أن المضادات الحيوية لا تعالج نزلات البرد أو معظم التهابات الجهاز التنفسي العلوي، لأنها أمراض فيروسية وليست بكتيرية، فهي غير فعالة في حالات مثل نزلات البرد والإنفلونزا ومعظم التهابات الحلق، بينما قد تكون ضرورية فقط لعلاج بعض الحالات البكتيرية مثل التهاب الحلق البكتيري، وبعض أنواع التهاب الأذن الوسطى، أو الالتهاب الرئوي البكتيري.
كما أكدت الهيئة أن استخدام المضادات الحيوية دون الحاجة الحقيقية يسهم في جعل البكتيريا أكثر مقاومة، مما يقلل من فاعلية هذه الأدوية في المستقبل عند الحاجة إليها لعلاج عدوى بكتيرية خطيرة، ففي كل مرة تتعرض فيها البكتيريا للمضاد الحيوي دون القضاء عليها بالكامل تتعلم كيف تقاومه، وهو ما يشكل خطرًا على صحة الأطفال على المدى الطويل.
وأشارت الهيئة إلى أن أفضل الطرق لمساعدة الأطفال أثناء نزلات البرد تشمل: الإكثار من شرب السوائل الدافئة والباردة، استخدام المحلول الملحي وأجهزة الترطيب، إعطاء مواد طبيعية مثل عسل النحل لتخفيف السعال، وتقديم أطعمة أو مشروبات باردة لتخفيف التهاب الحلق، كما أكدت الهيئة على أهمية الوقاية من نزلات البرد عبر غسل اليدين بانتظام، وتنظيف الأسطح كثيرة الاستخدام، وتجنب مخالطة المصابين بالعدوى
وناشدت الهيئة أولياء الأمور أن يكونوا «أطباء أطفالهم الأوائل» من خلال سؤال الطبيب دائمًا: هل هذه عدوى بكتيرية أم فيروسية؟، فهذه الخطوة البسيطة تحمي صحة الأطفال وتضمن استخدام الدواء بشكل رشيد
يأتي ذلك في إطار حرص هيئة الدواء المصرية على تعزيز الوعي المجتمعي بالاستخدام الرشيد للأدوية، وحماية صحة الأطفال من أي ممارسات دوائية غير آمنة.