في الذكرى الثمانين لتأسيسها، أطلقت الأمم المتحدة رسالة مفتوحة للعالم تحت عنوان: «كل إنسان يستحق مستقبلًا أكثر صحة وعمرًا أطول»، حيث دعت من خلالها قادة الدول إلى اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة الأمراض غير المعدية التي باتت تمثل التحدي الأكبر للأنظمة الصحية والاقتصادات على مستوى العالم
وأوضحت الرسالة أن متوسط العمر المتوقع عالميًا يصل حاليًا إلى 73 عامًا، في حين أن متوسط العمر الصحي لا يتجاوز 63 عامًا، مما يعني وجود فجوة قدرها عشر سنوات تتأثر بشكل كبير بأمراض مزمنة مُنهِكة مثل أمراض القلب، السرطان، السكري، والأمراض التنفسية.
عبء عالمي متصاعد
تتوقع الأمم المتحدة أنه بحلول عام 2050 ستشكل الأمراض غير المعدية نحو 86% من الوفيات السنوية، مما يمثل زيادة تقارب 90% مقارنة بعام 2019، ويتركز العبء الأكبر في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل حيث تُعزى 80% من الوفيات لهذه الأمراض، مدفوعة بعوامل مثل شيخوخة السكان، التغير المناخي، أنماط المعيشة غير الصحية، وضعف الوصول للرعاية الطبية.
ثلاث أولويات عاجلة
دعت الرسالة المفتوحة الحكومات إلى إعادة ترتيب أولوياتها الصحية من خلال:
ـ اعتبار الصحة استثمارًا لا تكلفة، حيث إن الاستثمار في الوقاية والتشخيص المبكر يعزز النمو الاقتصادي والاجتماعي.
ـ تعزيز الأنظمة الصحية من خلال رفع الإنفاق العام، دعم القوى العاملة الطبية، وتوسيع الرعاية الأولية.
ـ إعطاء الأولوية للابتكار بتسريع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتقنيات الطبية الحديثة وتعميم العلاجات الفعالة.
تكلفة بشرية واقتصادية
وحذرت الأمم المتحدة من أن خسائر الأمراض غير المعدية قد تتجاوز 47 تريليون دولار بين 2010 و2030، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للإنتاجية والتنمية الاقتصادية.
توقيعات شخصيات دولية بارزة
حملت الرسالة توقيع أكثر من 20 شخصية بارزة من قادة الصحة والسياسة والأكاديميين حول العالم، ومن بينهم:
ـ الأستاذ الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان بمصر.
ـ وزراء صحة حاليون وسابقون من العراق، مالاوي، إيطاليا، إسبانيا، وأستراليا.
ـ رؤساء منظمات عالمية مثل أسترازينيكا، فيليبس، والأكاديمية الوطنية للطب بالولايات المتحدة.
ـ شخصيات ملكية وإنسانية مثل الأميرة دينا مرعد، راعية الجمعية الدولية لطب أورام الأطفال.
وأكدت الأمم المتحدة أن الوقت قد حان للتحرك الجاد تجاه هذه الأزمة الصحية المتزايدة، مشددة على أن الصحة الجيدة ليست رفاهية بل استثمار في المستقبل الإنساني والاقتصادي.