يعتبر خليج «مكادي»، الذي يقع على بُعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب مدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر، من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة، حيث يضم العديد من الفنادق والقرى السياحية المتنوعة، ويتميز بجمال الطبيعة ومياهه الفيروزية النقية، بالإضافة إلى البنية السياحية المتطورة التي جعلته وجهة مفضلة لعشاق السياحة الشاطئية والأنشطة البحرية من كافة أنحاء العالم، كما يوفر خليج مكادي فرصًا واعدة لتوسيع مشروعات السياحة البيئية، مثل إنشاء ممرات تحت الماء لمشاهدة الشعاب المرجانية وتطوير محميات بحرية صغيرة، مما يعزز جاذبية المنطقة ويحافظ على مواردها الطبيعية، ولا يزال خليج مكادي يعد من أهم أعمدة السياحة على ساحل البحر الأحمر، حيث يجمع بين الفخامة الطبيعية والاهتمام بالتفاصيل الخدمية ليقدم تجربة سياحية متكاملة تمزج بين المغامرة والاسترخاء، وبين الحداثة والحفاظ على البيئة، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في تطوير المقاصد السياحية المصرية.
وفي هذا السياق، أكد السيد الجابري، رئيس غرفة شركات السياحة بالغردقة، أنه منذ بداية تطويره في أواخر التسعينات، تحول خليج مكادي من منطقة ساحلية هادئة خالية من أي منشآت إلى مركز سياحي متكامل يضم مجموعة من المنتجعات والفنادق الفاخرة التي تتراوح مستوياتها بين أربع وخمس نجوم، بالإضافة إلى مطاعم عالمية ومراكز ترفيهية ومرافق متخصصة للرياضات المائية، ويشتهر خليج مكادي بمياهه الصافية وشعابه المرجانية الملونة التي تحتضن تنوعًا بيولوجيًا بحريًا فريدًا، مما يجعله من أهم نقاط الانطلاق لرحلات الغوص والسنوركلينج في البحر الأحمر، وعلى بعد أمتار قليلة من الشاطئ، يمكن للزوار مشاهدة أنواع نادرة من الأسماك الاستوائية والشعاب التي تتميز بألوانها الزاهية، في مشهد يضاهي أروع مواقع الغوص العالمية، كما توفر مراكز الغوص المنتشرة في المنطقة برامج تدريبية للمبتدئين ورحلات استكشافية للمحترفين نحو مواقع بحرية قريبة مثل شعاب «أبورمادا» و«كارلس ريف».
من جهته، أكد الدكتور منتصر الحامدي، أستاذ البيئة البحرية بمعهد علوم البحار بالغردقة، أنه رغم التطوير السياحي الكبير الذي حدث، حافظ خليج مكادي على طابعه البيئي بفضل الالتزام بالمعايير البيئية الصارمة في إنشاء المنتجعات وإدارة الأنشطة السياحية، مما جعله نموذجًا للسياحة المستدامة في البحر الأحمر، حيث تلتزم المنتجعات باستخدام أنظمة صديقة للبيئة في معالجة المياه وتقليل الانبعاثات، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة توعوية للزوار حول أهمية حماية البيئة البحرية والشعاب المرجانية، ويساهم خليج مكادي بشكل كبير في دعم الاقتصاد السياحي للغردقة ومحافظة البحر الأحمر ككل، من خلال استقطابه لآلاف السياح سنويًا، خاصة من الأسواق الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، إلى جانب السياحة الداخلية التي شهدت نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، كما يوفر المئات من فرص العمل المباشرة في الفنادق والمطاعم ومراكز الغوص، فضلًا عن فرص العمل غير المباشرة في مجالات النقل والخدمات السياحية.
وأوضح عصام علي، الخبير السياحي ونائب غرفة العاديات السياحية، أن سحر خليج مكادي لا يقتصر على الشواطئ والرياضات المائية فقط، بل يشمل أيضًا أنشطة سياحية متنوعة، مثل رحلات السفاري في الصحراء الشرقية على متن سيارات الدفع الرباعي أو الجمال، وجولات القوارب الزجاجية لمشاهدة الحياة البحرية دون الحاجة للغوص، بالإضافة إلى العروض الفلكلورية والأسواق المحلية التي تعرض المنتجات والحرف اليدوية المصرية.