أوضح عصام يونس، نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومدير مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة، أن الشعب الفلسطيني يمر بوقت عصيب للغاية، حيث يُقاس الوقت في غزة بكوب من الماء أو رغيف من الخبز أو حبة من الدواء، مشيرًا إلى أن ما يواجهه المدنيون الفلسطينيون هو «إبادة جماعية موثقة تُبث مباشرة على الهواء، في مشهد لم يُرَ منذ الحرب العالمية الثانية».

وأضاف خلال مشاركته في اللقاء التضامني بشأن العقوبات الأمريكية على الحقوقيين الفلسطينيين، الذي عُقد بنقابة الصحفيين، أن الأرقام المعلنة عن الشهداء والتي تقترب من 65 ألفًا لا تعكس الواقع، حيث أشار إلى تقديرات من صحف دولية تفيد بأن العدد قد يكون أضعاف ذلك، مع وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض وانهيار شبه كامل للنظام الصحي والمرافق الأساسية، وأكد أن «الحياد في زمن الإبادة ليس حياداً، بل هو انخراط في الجريمة».

وانتقد يونس عجز المحكمة الجنائية الدولية عن التحرك رغم توافر الأدلة والملفات المقدمة منذ سنوات، معتبرًا أن «العدالة تتأخر عن الفلسطينيين في خصومة مزمنة»، وأن الضغوط السياسية قد عطلت مسار المحاسبة، وأكد أن المؤسسات الحقوقية الفلسطينية تعمل وفق أعلى معايير التوثيق، لكنها تتعرض لحملات تشويه ووصم بالإرهاب بهدف نزع الشرعية عنها، وصولاً إلى فرض العقوبات الأمريكية الأخيرة، التي وصفها بأنها «شهادة نعتز بها لأنها تؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح».

وأشار إلى أن ما يوقف التهجير حتى الآن هو «الموقف المصري الصلب وصمود الفلسطينيين على أرضهم»، لافتًا إلى أن مشهد عودة المدنيين إلى بيوتهم المدمرة في غزة يعكس تمسكهم بحقهم في الأرض، وهو ما أحبط رهانات إسرائيلية على تهجير واسع النطاق.

واختتم يونس بالتأكيد على أن الدفاع عن الضحايا هو واجب أخلاقي وقانوني، وأن طريق العدالة «طريق طويل ووعر، لكنه الطريق الصحيح»، مشددًا على أن «المطلوب ليس مجرد التضامن، بل الإصرار على رفع الظلم وملاحقة الجناة مهما كانت الكلفة».