تجددت مطالب السائقين والمصدرين في مدينة سفاجا بضرورة إنشاء ميناء جاف هناك، وذلك لتسريع إنهاء الإجراءات الجمركية الخاصة بالشاحنات المتجهة إلى السودان، فضلاً عن معالجة مشكلة تكدس الشاحنات في شوارع المدينة والمناطق السكنية، حيث تعاني سفاجا من ازدحام كبير للشاحنات في مختلف الشوارع، مما يؤدي إلى تأخير عمليات الشحن نتيجة لطول فترة الفحص والتخليص الجمركي.
أكد عدد من سائقي الشاحنات أن الإجراءات الحالية تأخذ وقتًا طويلاً، مما يجبرهم على الانتظار لأيام متتالية في شوارع سفاجا، في ظل غياب مناطق انتظار مجهزة، ما يتسبب في فوضى مرورية وصعوبات تنظيمية، بالإضافة إلى زيادة تكاليف التشغيل على المصدرين، حيث تخضع جميع الشاحنات المتجهة إلى السودان للإجراءات الجمركية عبر جمارك سفاجا، لكن طول فترة الفحص والتخليص يعطل عمليات التصدير.
وأشاروا إلى أن الحل الأمثل لهذه الأزمة يكمن في إنشاء ميناء جاف، وهو ما سيساهم في تسريع عمليات التخليص وتحسين كفاءة النقل وتقليل التكدس المروري داخل المدينة، بالإضافة إلى خفض تكاليف التشغيل وتعزيز بيئة العمل.
وأكد المصدرون أن الميناء الجاف سيمكن من إنهاء الإجراءات المسبقة قبل وصول الشاحنات، مما يقلل من زمن الانتظار ويزيد من معدلات الشحن والتفريغ، ويعزز التبادل التجاري مع السودان، الذي يعد سوقًا رئيسيًا للصادرات المصرية، كما أن تقليل زمن التوقف سيجنب المصدرين خسائر إضافية ناتجة عن الغرامات والتكاليف التشغيلية.
أشار عدد من سائقي الشاحنات إلى أنهم يضطرون للمبيت لأيام في شوارع سفاجا بسبب ازدحام موقف النقل الثقيل وتأخر إنهاء الإجراءات، مؤكدين أن الميناء الجاف سيخفف عنهم الأعباء ويعزز كفاءة منظومة النقل البري، مع ضرورة البدء في إعداد دراسة جدوى عاجلة للمشروع بالتعاون بين وزارة النقل وهيئة موانئ البحر الأحمر، بالإضافة إلى تفعيل نظام التخليص الجمركي المسبق إلكترونيًا، وتخصيص مناطق انتظار حديثة ومجهزة للشاحنات بعيدًا عن الكتلة السكنية لتقليل التكدس، خاصة مع تنامي حركة التجارة بين مصر والسودان عبر ميناء سفاجا، مما يجعل إنشاء ميناء جاف خطوة استراتيجية لتنشيط الصادرات وتطوير الخدمات اللوجستية ودعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أكد أحمد عبدالكريم، صاحب شركة استخلاص جمركي، أن المطالب بإنشاء ميناء جاف في سفاجا لا تقتصر على تحسين أوضاع السائقين والمصدرين فحسب، بل تمثل توجهًا استراتيجيًا عالميًا في مجال الخدمات اللوجستية، حيث أثبتت الموانئ الجافة في دول مثل الهند والصين والمغرب قدرتها على تسهيل حركة الصادرات والواردات عبر إنهاء جميع الإجراءات الجمركية، مما أدى إلى تخفيف الضغط وزيادة كفاءة سلاسل الإمداد وتوفير بيئة أكثر تنظيمًا وآمانًا لانتظار الشاحنات، وأن تطبيق هذا النموذج في سفاجا من شأنه أن يحول المدينة إلى محور لوجستي رئيسي في البحر الأحمر يخدم حركة التجارة بين مصر ودول الجوار الأفريقي، ويسهم في دعم خطط الدولة لزيادة حجم الصادرات، خاصة مع التوجه القوي للتكامل الاقتصادي مع السودان ودول الكوميسا، لذا يبقى مطلب إنشاء الميناء الجاف في سفاجا مطروحًا بقوة كخطوة حاسمة نحو تحديث منظومة النقل والتجارة الخارجية وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الجمركية واللوجستية بالبحر الأحمر.
– صورة أرشيفية
– صورة أرشيفية
– صورة أرشيفية.