أشار اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إلى أن الاعترافات الدولية التي شهدتها الأمم المتحدة بالأمس لصالح الدولة الفلسطينية تمثل لحظة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، كما أنها انتصار سياسي ومعنوي يفتح آفاق جديدة أمام الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع، ولفت إلى أن هذه الخطوة تعكس اعترافا دوليا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم وعاصمتها القدس الشرقية، مما يؤسس لمرحلة جديدة من الدعم العالمي لحقوقهم التاريخية.

وأوضح «فرحات» في بيان له اليوم، أن هذه الاعترافات ليست مجرد مواقف رمزية، بل تحمل دلالات سياسية وقانونية مهمة، حيث تمنح فلسطين مزيدا من الشرعية الدولية وتوسع قدرتها على الانخراط في المنظمات والهيئات الأممية، كما تعزز من قوتها في اللجوء للمحاكم الدولية لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته، وهذه التطورات تضع إسرائيل أمام تحديات حقيقية، إذ تكشف ممارساتها العدوانية وتعزز من عزلتها على الساحة الدولية، في وقت يتزايد فيه التعاطف مع معاناة الفلسطينيين حول العالم.

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن هذا التحول لم يأت من فراغ، بل كان نتيجة لجهود دبلوماسية متواصلة لعبت فيها مصر والدول العربية دورا محوريا في إعادة وضع القضية الفلسطينية على صدارة الأجندة الدولية، حيث نجحت القاهرة على وجه الخصوص في توظيف ثقلها السياسي وعلاقاتها المتوازنة مع القوى الكبرى لتثبيت مرجعية حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.

وأكد فرحات أن الشعب الفلسطيني يحقق اليوم مكاسب سياسية غير مسبوقة يجب البناء عليها، من خلال تنسيق عربي ودولي يضمن تحويل الاعترافات إلى خطوات عملية لإنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقوقهم كاملة، كما شدد على أهمية أن تستثمر القيادة الفلسطينية هذا الزخم في تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية، باعتبارها شرطا أساسيا لتحويل الدعم الدولي إلى إنجازات ملموسة على الأرض.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أن الاعترافات الأخيرة ليست فقط انتصارا للحق الفلسطيني، وإنما هي أيضا رسالة أمل لكل الشعوب الحرة بأن العدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب، وأن العالم أصبح أكثر وعيا بأن السلام لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة.