في حادثة مؤسفة، أقدم طالب يبلغ من العمر 13 عامًا اليوم الثلاثاء على إنهاء حياته شنقًا داخل غرفته، وذلك بعد مشاهدته لسلسلة من الفيديوهات المتعلقة بلعبة «الحوت الأزرق»، التي أثارت جدلًا واسعًا بسبب مخاطرها على المراهقين.

قد رصدت «إقرأ نيوز» التأثيرات السلبية التي تتركها لعبة الحوت الأزرق، والتي تكتسب شهرة كبيرة بين الشباب والنشء في مصر والدول العربية، حيث تسببت في فقدان العديد من الأرواح نتيجة الإغراءات التي تقدمها اللعبة من خلال مهمات تدفع اللاعب إلى الانصياع لشروطها، ومنها الانتحار، مما يؤدي إلى تدمير حياتهم دون أن يدركوا عواقب أفعالهم، إذ تعتمد اللعبة على تغييب العقل لفترة معينة أثناء تنفيذ المهام.

تُعد لعبة الحوت الأزرق من أخطر الألعاب الإلكترونية في مصر، حيث تسببت في وفاة 26 شخصًا من الشباب خلال أقل من شهر، وتسيطر حالة من القلق في المجتمع بعد أن أفادت تقارير بأن اللعبة دفعت العديد من المراهقين إلى إنهاء حياتهم بسبب التحديات التي تفرضها.

وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن مصر هي الدولة الأكثر تأثرًا بهذه اللعبة، إلا أن هناك دولًا أخرى تعاني من نفس المخاوف، بل وأكثر.

بدأت لعبة الحوت الأزرق في روسيا عام 2013، وكانت محدودة الانتشار حتى عام 2016 عندما تفشت بين الشباب والمراهقين، مما أدى إلى حالات انتحار تم ربطها باللعبة، وهو ما أثار حالة من الذعر في روسيا، حيث تم اتهام مبتكر اللعبة، الروسي فيليب بوديكين، بتحريض نحو 16 مراهقة على إنهاء حياتهن بسبب تحديات اللعبة.

تتكون اللعبة من 50 مهمة تستهدف المراهقين بين 12 و16 عامًا، وعند التسجيل، يُطلب من اللاعب رسم حوت على ذراعه باستخدام أداة حادة، وتستمر المهمات حتى تصل إلى التحدي الرئيسي المتمثل في إنهاء الحياة بطرق مختلفة.

تسبب ممارسة اللعبة في مصر في فقدان العديد من الأرواح، حيث توفي حوالي 6 شباب ومراهقين في أقل من شهر، بينهم طفل عمره 12 عامًا انتحر في مدينة المحلة، وعُثر على تطبيق اللعبة في هاتفه، بالإضافة إلى خالد الفخراني، نجل البرلماني السابق، وفتاة في الإسكندرية وُجد على ساقها رسم الحوت الأزرق، بينما قُبض على شاب في السويس حاول حرق شقيقاته ووالده بسبب تعليمات اللعبة القاتلة.

وأوضح اللواء محمد محروس، رئيس فرع غرب الدلتا لمكافحة الجرائم الإلكترونية السابق، أن عدد حالات الوفاة المسجلة رسميًا في مصر بسبب اللعبة يبلغ 26 حالة، بينما الحالات الفعلية قد تكون أضعاف ذلك.

وأشار محروس في تصريحات لـ «إقرأ نيوز» إلى أن موافقة الطفل أو المراهق على شروط اللعبة قبل البدء يجعل موقف أسرته ضعيفًا في حال فقدانه، نظرًا لأنه وافق على جميع الشروط قبل اللعب. كما أكد على ضرورة أن يجرب الآباء الألعاب الإلكترونية بأنفسهم لفهم مخاطرها، مشددًا على أهمية مسؤولية الأهل في حماية أطفالهم.

كما حذر من ألعاب إلكترونية أخرى أكثر خطورة، مثل لعبة بابجي، موضحًا أن هذه الألعاب تجعل اللاعبين يعتمدون بشكل كبير على تحدياتها، مما يجعلهم فريسة لها دون أي خيار آخر سوى الاستمرار في التنفيذ.