أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن التصريف الإجباري للمياه من بحيرة سد النهضة قد زاد مع استمرار هطول الأمطار، في حين توقفت جميع التوربينات، وأشار إلى أن نهر النيل شهد ارتفاعًا في الخرطوم اليوم 24 سبتمبر 2025، حيث سجل مستوى قياسيًا هو الأعلى لهذا العام بلغ 16.64 مترًا، متجاوزًا منسوب الفيضان الذي يبلغ 16.50 مترًا.

وأضاف «شراقي» عبر حسابه على «فيس بوك»، أن الرقم القياسي السابق كان 17.66 مترًا في 6 سبتمبر 2020، نتيجة لزيادة التصريف من سد النهضة الذي بلغ حوالي 635 مليون متر مكعب، أي بزيادة تفوق 200 مليون متر مكعب عن معدل الأمطار الحالي، كما حذرت وزارة الزراعة والري السودانية المواطنين الذين يعيشون على ضفتي النيل الأزرق من الروصيرص إلى الخرطوم، وكذلك ضفتي نهر النيل من الخرطوم إلى مروي، من أن هناك زيادة في المناسيب نتيجة لارتفاع الوارد في النيل الأزرق.

وأشار إلى أن ما يحدث في سد النهضة يعكس تخبطًا في إدارة السد، حيث تم ملء السد بالكامل في سبتمبر الماضي، ولم يتم تشغيل التوربينات بكفاءة على مدار العام، بالإضافة إلى عدم التصريف التدريجي للمياه قبل موسم الفيضان من خلال بوابات المفيض حتى لا يُكتشف عدم تشغيل التوربينات، مما أدى إلى استقبال الفيضان الجديد والبحيرة ممتلئة.

ولفت إلى أنه كان من الضروري فتح أربع بوابات من المفيض العلوي، بالإضافة إلى استخدام مفيض الممر الأوسط الذي سيتوقف قريبًا مع زيادة التصريف من مخزون البحيرة، موضحًا أن السد العالي جاهز تمامًا لاستقبال هذه المياه مع مياه النيل الأبيض، حيث تسجل بحيرة ناصر زيادة تدريجية يومية في المنسوب رغم الاستخدامات المائية الكبيرة خلال موسم أقصى الاحتياجات الذي أوشك على الانتهاء.