عبارة «أتمنى إن الكابتن خطيب ميزعلش مني، أنا بتكلم عن المصلحة العامة» كانت بمثابة الشرارة التي أطلقها مدحت شلبي عبر شاشة MBC مصر 2، لتبدأ جولة جديدة من الصراع مع إدارة الأهلي، فبمجرد أن أشار إلى أن رئيس النادي محمود الخطيب يستخدم وضعه الصحي كذريعة لتبرير إخفاقات المجلس، جاء الرد سريعًا وحادًا، حيث أعلن النادي تكليف مستشاره القانوني محمد عثمان بالتوجه إلى النائب العام لتقديم شكوى للمجلس الأعلى للإعلام، مؤكدًا أن تصريحات شلبي تسيء إلى رئيس الأهلي وتفتقر للمصداقية.
التصعيد الأخير يأتي كامتداد لخلافات سابقة، فقد رفع الأهلي قبل سنوات دعوى قضائية ضد شلبي يتهمه فيها بسبّ وقذف رئيس النادي ومديره العام الأسبق العميد محمد مرجان، حيث قضت محكمة جنح القاهرة الجديدة بتغريمه 10 آلاف جنيه عن كل قضية، بإجمالي 20 ألف جنيه، مع إحالة الشق المدني للمحكمة المختصة، وفي الوقت ذاته، أوقف المجلس الأعلى للإعلام برنامجه لمدة ثلاثة أشهر، مما أضاف بعدًا قانونيًا للخلاف الإعلامي وجعل العلاقة بين الطرفين متوترة دائمًا.
اعتذار مدحت شلبي للجماهير
بعد فترة من الهجوم المتبادل، ظهر شلبي عبر شاشة DMC ليعتذر لجماهير الأهلي عن تصريحاته خلال أيامه الأخيرة في قناة بيراميدز، حيث قال: أعتذر لجماهير الأهلي الذي أعشقهم بشدة، فقد أكون تسببت في ضيقهم في أواخر أيامي في قناة بيراميدز، جماهير الأهلي تعرف أنني لا أُنمق الكلمات وكنت قاسيًا للغاية، ورغم ذلك، لم يُنهِ الاعتذار حالة الشكوك المتراكمة، فكلما خمدت أزمة بين الطرفين، عادت أخرى لتتصدر المشهد من جديد.
في المواسم الأخيرة، ركز شلبي على ما اعتبره «أخطاء مالية» في تعاقدات الأهلي مع مدربين أجانب، حيث انتقد عقد السويسري مارسيل كولر، معتبرًا أن الشرط الجزائي البالغ 14 شهرًا يمثل عبئًا كبيرًا على خزينة النادي، كما هاجم صفقة الإسباني ريبيرو الذي رحل بعد ثلاثة أشهر فقط مع حصوله على نحو 23 مليون جنيه، ليصف الأمر بأنه إهدار لأموال النادي، وهذه التصريحات رآها مجلس الأهلي تجاوزًا متكررًا لا يحترم أسرار النادي، بينما قدمها شلبي كوجهة نظر حريصة على المصلحة العامة.
إذا كان خلافه مع الإدارة يدور حول الملفات المالية والقانونية، فإن صدامه مع الجماهير اتخذ طابعًا مختلفًا، ففي واقعة شهيرة وصف مروجي شبهة التفويت بين الزمالك والإسماعيلي بـ«البلهاء والسذج»، وجماهير الأهلي اعتبرت أن التصريح موجه إليها مباشرة، مما أدى إلى تصاعد الأزمة، والنتيجة كانت قرار شبكة «أون تايم سبورتس» بإيقاف ظهوره حتى نهاية الموسم بدعوى خروجه عن ميثاق الشرف الإعلامي.
إيقافات مدحت شلبي متكررة
قائمة قرارات المنع والإقصاء بحق شلبي طويلة، حيث بدأت حين علق على مباراة ودية للأهلي في السعودية من دون إذن رسمي، مما أدى إلى إيقافه، وفي محطة بيراميدز، زادت حدة انتقاداته حتى قرر المجلس الأعلى للإعلام وقفه ثلاثة أشهر، هذه الوقائع عززت صورته كإعلامي دائم الصدام مع الأهلي، سواء في استوديوهات التحليل أو ساحات القضاء.
مدحت شلبي يؤكد دائمًا أنه لا يعادي الأهلي، بل ينتقد بدافع الحرص على مصلحته، ولكن لغة السخرية التي يستخدمها ونبرته الحادة جعلت جماهير الأحمر ترى في تصريحاته تجاوزًا شخصيًا أكثر منه نقدًا موضوعيًا، وبين دفاعه عن نفسه وموقف النادي، بقيت العلاقة متوترة، تقترب أحيانًا لكنها تعود سريعًا إلى دائرة الخلاف.
بعيدًا عن الأزمات، يمتلك شلبي سيرة إعلامية كبيرة، فهو وُلد في محافظة الشرقية عام 1944، والتحق بكلية الشرطة ليتدرج في المناصب حتى وصل إلى رتبة لواء مساعد رئيس قطاع الأحوال المدنية، ومارس كرة القدم في نادي الشرطة قبل أن ينتقل إلى الشمس، حيث جمع بين اللعب والتدريب، ليقود الفريق من الدرجة الثالثة إلى الدرجات الأولى، درب أيضًا أندية أسمنت السويس وإسكو، وحصل على دورات متقدمة في التدريب من جامعة لافبرا الإنجليزية وأكاديمية نابولي الإيطالية.
تحوله إلى الإعلام بدأ في التسعينيات عبر برامج المنوعات مثل «سباق القمة»، قبل أن يتفرغ للرياضة ويصبح أحد أشهر المعلقين على مباريات الدوري المصري، خاصة القمم الكلاسيكية بين الأهلي والزمالك، حيث ارتبط صوته بجمل خالدة لدى الجماهير مثل «بيبو وبشير بيبو والجول»، وقد شغل منصب المدير الإعلامي والمتحدث الرسمي لاتحاد الكرة لمدة عشر سنوات، وقدم برنامجه الأشهر «مساء الأنوار» عبر قنوات مختلفة، وصولًا إلى ظهوره الحالي على شاشة MBC مصر 2، كما خاض تجربة سينمائية محدودة في أفلام «مرجان أحمد مرجان» و«سمير أبوالنيل»، وعلى المستوى الشخصي، هو متزوج من الفنانة سحر نوح، ابنة الموسيقار الراحل محمد نوح، ولديه ثلاثة أبناء.