في مشهد يتعارض مع الصورة الحضارية للمدينة، تثير بعض شوارع بورسعيد علامات الاستفهام والدهشة، حيث تتحول إلى ساحات مفتوحة تتجول فيها الأبقار بحرية، تتغذى من صناديق القمامة دون أن تأخذ بعين الاعتبار التحذيرات الرسمية أو الغرامات المعلنة، مما جعل هذه الظاهرة حديث الأهالي وسببًا لاستيائهم، بالإضافة إلى تفشي القمامة.
وقد رصدت عدسة «إقرأ نيوز» تكرار هذا المشهد المقلق في عدد من الشوارع، حيث ظهرت مجموعات من الأبقار والدواب تتغذى من صناديق القمامة، مما أثار استياء السكان الذين عبروا عن قلقهم من استمرار هذه الظاهرة، خاصة مع انتشار القمامة والكلاب الضالة أيضًا.
ورغم تعليمات اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، خلال اجتماعه مع رؤساء الأحياء ومدينة بورفؤاد بضرورة فرض الانضباط ومواجهة المظاهر العشوائية بما فيها ظاهرة الماشية الضالة، فإن التنفيذ على الأرض لا يزال دون المستوى المطلوب، مما أزعج المواطنين الذين طالبوا بتطبيق القانون بصرامة ووضع حد فوري لهذه التجاوزات.
سادت حالة من الاستياء بين الأهالي لانتشار هذه الظاهرة التي أصبحت شائعة في العديد من الشوارع والمناطق السكنية وبمحيط صناديق القمامة.
بينما يتصرف بعض المواطنين بإلقاء القمامة في الشارع وترك صناديق القمامة، مع وجود النباشين وفارزي القمامة، تظل ظاهرة انتشار الدواب والأبقار والحيوانات الضالة تغزو الشوارع والميادين دون رادع أو وجود حلول فعلية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أشاد فيه اللواء الدكتور خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية لشئون التنمية المحلية، بنظافة مدينة بورسعيد، مقارنًا إياها بمدينة شرم الشيخ، مؤكدًا أنها تشبهها في معايير السياحة والنظافة.
وفي هذا الإطار، قالت تغريد مصطفى، ربة منزل من منطقة بلال بن رباح السكنية بحي الزهور، إن مشهد تجول الأبقار الضالة وسط الشوارع أصبح مألوفًا للجميع، خاصة في الشوارع العامة، حيث تزايد عددها بشكل ملحوظ.
وأضافت منى محمد، إحدى سكان منطقة خالد بن الوليد في حي الزهور، أن الأبقار تسير في قوافل وتصدر أصواتًا ليلاً ونهارًا، مما يسبب إزعاجًا كبيرًا لنا، خاصة في المساء عندما يهدأ السير، بالإضافة إلى منظرها غير الحضاري حتى بمحيط المسجد والمدرسة الابتدائية قرب عمارتنا، مما يشكل خطرًا على الأطفال وكبار السن.
وأوضحت الدكتورة إيناس الشيخ أن مستشفى الجامعة والمستشفى النفسي في نطاق حي الضواحي تعانيان من انتشار الأبقار والدواب الضالة بشكل كبير، حيث تأكل من القمامة وتقف في طريق السيارات، مما يعيق حركة المرضى عند دخولهم أو خروجهم من المستشفى، ولا نعرف من هم أصحاب هذه الحيوانات أو متى ستختفي هذه الظاهرة من شوارعنا.
وأشار محمد حسن، تاجر في حي العرب، إلى الزيادة الكبيرة في انتشار القمامة والمخلفات، حيث أصبحت الشوارع مليئة بالأكوام التي تبقى لأيام دون إزالة، مما يجذب الحيوانات الضالة، خاصة الأبقار، التي تأكل منها حتى في محيط المنشآت الحيوية والشوارع التجارية، مما يشوه شكل المدينة أمام زوارها من المحافظات الأخرى ويعيق حركة سير السيارات.
يأتي ذلك رغم التوجيهات الحاسمة التي أصدرها اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، بضرورة التصدي لظاهرة الأبقار والماشية الضالة ومصادرتها فورًا من الشوارع، وفرض غرامة مالية قدرها 5000 جنيه على أصحابها، إلا أن الأبقار لا تزال تتجول بحرية في عدد من أحياء المدينة، خاصة بمحيط تجمعات القمامة.
أصدر اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، اليوم الخميس، قرارًا يُمهل فيه أصحاب العجول والأبقار المتواجدة بالشوارع مدة 72 ساعة (ثلاثة أيام) كحد أقصى لتجميعها وإزالتها من الطرق العامة.
وأكد محافظ بورسعيد أنه في حالة عدم الالتزام خلال المهلة المحددة، ستقوم الجهات المختصة بمصادرة العجول فورًا واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن.