شارك الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، في فعاليات الأسبوع العالمي للطاقة الذرية الذي يُعقد في العاصمة الروسية موسكو تحت شعار «كل شيء يبدأ من الذرة»، حيث شهد الحدث مشاركة واسعة من القيادة السياسية الروسية بالإضافة إلى عدد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء والوزراء، إلى جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبار الخبراء والمسؤولين الصحيين والعلماء من مختلف أنحاء العالم.

وخلال مشاركته في هذا الأسبوع، كان للدكتور أحمد السبكي دور في الجلسة الحوارية رفيعة المستوى بعنوان «توسيع حدود الإمكانيات: استخدام التكنولوجيا الإشعاعية في الممارسة الإكلينيكية»، والتي حضرها مجموعة من كبار العلماء والمسؤولين الصحيين من روسيا وبيلاروسيا وصربيا، وأدار الجلسة سيرجي فلاديميروفيتش، نائب وزير الصحة في الاتحاد الروسي، الذي يُعتبر خبيرًا في ضمان الجودة وسلامة المنتجات الطبية.

كما شهدت الجلسة مشاركة سيرجي أناتوليفيتش إيفانوف، مدير مركز أ. ف. تسيب للأبحاث الطبية الإشعاعية وكبير أطباء الأورام الخارجيين لوزارة الصحة الروسية، بالإضافة إلى تيجران جاجيكوفيتش غيفوركيان نائب مدير تنفيذ المشروعات الفيدرالية بمركز الأبحاث الوطني للأورام «ن. ن. بلوخين»، وإيرينا نيكولايفنا زافيستوفسكايا رئيسة مركز أبحاث وتعليم الطب النووي بمعهد كورتشاتوف الوطني للأبحاث، وباكتيجول بيكبوڤنا سلطانجازييفا مديرة المركز الوطني للأورام «ن. ن. ألكسندروف» بجمهورية بيلاروسيا وكبيرة أطباء الأورام الخارجيين لوزارة الصحة البيلاروسية، ودانيتسا جرويتش رئيسة الجمعية الصربية للأورام وأستاذة الطب بجامعة بلجراد بجمهورية صربيا.

وفي كلمته، استعرض رئيس هيئة الرعاية الصحية الإطار الاستراتيجي لتطوير منظومة الطب النووي في مصر، موضحًا أنه يعتمد على ثلاث محاور رئيسية تشمل تطوير البنية التحتية وبناء قدرات الكوادر البشرية وتعزيز البحث العلمي الإكلينيكي، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تهدف إلى استدامة التشخيص المبكر للأورام وتطوير العلاج الإشعاعي الموجه وتعزيز استخدامات النانو تكنولوجي في التطبيقات الطبية والحيوية.

كما أعلن عن تعاون مصري روسي لإنشاء مركز متكامل للطب النووي ضمن المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل، موضحًا أن هذا المركز سيخدم الوجه البحري وشمال مصر، وسيساهم في تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للتميز الطبي والبحثي في هذا التخصص الدقيق على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأكد أن الشراكة المصرية الروسية في مجال الصحة والطب النووي تعكس إرثًا تاريخيًا وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي، خاصةً مع دخول مصر مجموعة البريكس، مشددًا على أن هذه الشراكة تتجاوز مجرد نقل التكنولوجيا إلى توطين المعرفة وبناء بنية تحتية مستدامة للطب النووي في مصر، مثمنًا في الوقت نفسه دعم القيادة السياسية في البلدين لتعزيز هذا التعاون.

وأشار إلى أن التعاون المصري الروسي يعزز الجهود الوطنية المتوافقة مع الأهداف الدولية لعام 2030 للحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية ومنها الأورام، مؤكدًا أن إدماج التكنولوجيا الإشعاعية في المنظومة الصحية يفتح آفاقًا جديدة للسياحة العلاجية والطب الموجه للوافدين من مختلف الدول.

وفي ختام مشاركته، أكد على أن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تعكس دورها الفاعل في الانفتاح على تعزيز التعاون الدولي في الابتكار الصحي، مما يجسد مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.

ويُعقد المنتدى الدولي للأسبوع العالمي للطاقة الذرية خلال الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر 2025 في مركز VDNH بموسكو، ويعتبر أكبر حدث مخصص للصناعات النووية والصناعات ذات الصلة، حيث يجمع قيادات الدول المختلفة للبرامج النووية وكبار الخبراء العالميين ورؤساء الشركات الكبرى، بمشاركة ممثلين من أكثر من 100 دولة، وبحضور ما يزيد عن 10،000 زائر و18،000 مشارك في برنامج الشباب.

ويأتي انعقاد المنتدى تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الثمانين لإنشاء الصناعة النووية الروسية، حيث يشمل برنامج الأعمال جلسات عامة وموائد مستديرة تحت شعار «كل شيء يبدأ بالذرة»، ويعرض مساهمة الصناعة النووية في تنمية الاقتصاد ودور التقنيات الحديثة في حياة الناس وضمان بيئة طبيعية مستدامة.