استقبل الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، تقريرًا شاملًا من الإدارة المركزية للشئون القانونية يتناول القضايا التي نظرتها مجالس التأديب خلال العام الجامعي ٢٠٢٤/٢٠٢٥، وذلك في إطار المتابعة المستمرة لآليات المحاسبة والانضباط داخل الجامعة، بهدف تحليل هذه القضايا وتحقيق المبادئ التي تم وضعها في مرحلتي التحقيق والادعاء التأديبي، بالإضافة إلى معالجة الملاحظات التي تم رصدها.
وأفاد رئيس الجامعة أن ما جاء في التقرير يعكس حرص جامعة القاهرة على تطبيق القوانين واللوائح على جميع الأفراد المنتسبين لها دون أي تمييز، مشددًا على أن سيادة القانون تمثل الضمانة الأساسية لحماية القيم والتقاليد الجامعية وصون رسالة الجامعة التعليمية والبحثية والخدمية.
وكشف التقرير عن أن مجالس التأديب في جامعة القاهرة نظرت خلال العام الجامعي ٢٠٢٤/٢٠٢٥ في (٤٧٤) دعوى تأديبية، حيث حكمت بالبراءة في (٣٨) منها، بينما أدانت (١٥٨) دعوى، ولا تزال باقي الدعاوى قيد التداول، وقد تنوعت الجزاءات الصادرة عن أحكام الإدانة بين التنبيه واللوم والعزل من الوظيفة في ما يتعلق بالمخالفات المرتكبة من أعضاء هيئة التدريس، بينما شملت الجزاءات للمعيدين والمدرسين المساعدين الإنذار والخصم من الراتب والفصل من الخدمة، أما بالنسبة للعاملين غير أعضاء هيئة التدريس، فقد تضمنت أحكام الإدانة خصم عدد من أيام الأجر أو فرض غرامة تعادل عدد الأيام التي تقاضاها المحكوم عليه في الشهر عند انتهاء خدمته أو الإحالة إلى المعاش.
وأوضح التقرير أن قرارات مجلس تأديب الطلاب الاستئنافي بلغت (٤٢) قرارًا، حيث أيد بعضها القرارات الصادرة عن مجلس تأديب الطلاب الابتدائي، بينما تنوعت الجزاءات في حالات أخرى بين إلغاء امتحان الطالب في مادة أو أكثر أو حرمانه من دخول الامتحان أو فصل الطلاب لفصل دراسي أو لعام دراسي كامل، مما يؤكد حرص الجامعة على تعزيز الانضباط الطلابي وضمان سير العملية التعليمية في بيئة سليمة.
وأكد الدكتور محمد سامي عبدالصادق أن هذه الأحكام والقرارات تعكس التزام جامعة القاهرة بالحفاظ على مكانتها كصرح تعليمي عريق لا تتهاون مع أي تجاوز، وفي نفس الوقت تضمن أن تتم الإجراءات التأديبية في إطار من العدالة والشفافية واحترام القانون، بما يحفظ الحقوق ويؤمن المجتمع الجامعي من أي إخلال أو خروج عن مقتضيات الواجب، مشيرًا إلى أن الجامعة ستظل نموذجًا يحتذى به في سيادة القانون وتطبيق قيم المساءلة والمحاسبة، مما يعزز الثقة المتبادلة بين الجامعة وأبنائها ويضمن استمرار دورها الرائد في خدمة العلم والوطن.
وشدد رئيس جامعة القاهرة على أن المحاسبة تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على مكانة الجامعة، موضحًا أن المساءلة، وخاصة في قضايا الأمانة العلمية، أصبحت من المعايير الجوهرية التي تحظى باهتمام متزايد في التصنيفات الدولية مؤخرًا.