نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» معلومات جديدة حول التحقيق الذي أجرته بشأن أشرف مروان، سكرتير الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي كشف عن دوره البارز في حرب 6 أكتوبر، حيث أظهر أنه كان جزءًا أساسيًا من خطة الخداع المصرية، مما جعل تسفي زامير، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» في ذلك الوقت، يبدو كـ«الأبله».

ووفقًا لما ذكرته «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة، لطالما اعتُبر أشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي لُقّب بـ «الملاك»، أفضل جاسوس حصل عليه جهاز المخابرات الإسرائيلي «موساد» على الإطلاق، وكان هو الشخص الذي قدَّم الإنذار الشهير قبل حرب 6 أكتوبر، لكن التحقيق الشامل الذي أجرته الصحيفة في ملحق «7 أيام»، الذي يُنشر اليوم، يكشف أنه كان في قلب خطة خداع مصرية معقدة ومحكمة.

خلال هذا الأسبوع، يسلط التحقيق الضوء على كمية كبيرة من المواد الاستخباراتية التي لم تُكشف عنها سابقًا، مما يظهر أن مروان كان في طليعة عملية خداع مصرية متطورة، وأسهم بشكل كبير في حالة «العمى» والارتباك التي سادت أوساط مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي بالكامل قبل الحرب وأثناءها.

إقرأ أيضا.

تحذير غامض وبعد فوات الأوان

سلطت الصحيفة الإسرائيلية الضوء على أن «الملاك» شارك منذ أواخر أغسطس 1973 في اجتماعات قرر فيها رئيسا سوريا ومصر كيفية إدارة الحرب، وأن الهجوم سيبدأ في 6 أكتوبر، لكن بدلًا من إبلاغ «مشغليه- المسؤولين الإسرائيليين» بذلك، قام بتمرير سلسلة من الإنذارات الكاذبة لإسرائيل حول مواعيد أخرى، وتقديرات تفيد بأن الحرب لن تندلع في نهاية المطاف، وحتى التحذير الذي قدمه في مساء ليلة الحرب كان غامضًا، وجاء في وقت كان الأوان قد فات فيه بالفعل.

وخلصت «يديعوت أحرونوت» إلى أن هذه النتائج، بالإضافة إلى العديد من الاستنتاجات الأخرى التي يكشفها التحقيق لأول مرة، دفعت حتى اللواء شلومو جازيت، الذي كان يُعتبر أحد أفضل رؤساء الاستخبارات العسكرية «أمان» وأعاد بناء القسم بعد الحرب، إلى التأكيد في محادثة سُمح بنشرها بعد وفاته: «مروان زُرع في قلب وعمق المخابرات الإسرائيلية، وجعل رئيس الموساد تسفي زامير كأبله، وخادعه كما يشاء، وكان في الواقع العمود الفقري لخطّة الخداع المصرية».